مهرجان سلطان الأطرش التاسع.. ترسيخ للهوية الوطنية والقومية
السويداء ـ رفعت الديك
نجحت فرقة “شهرزاد” في تجسيد الكثير من وقائع الثورة السورية الكبرى، عبر مجموعة لوحات فنية وتمثيلية قدمتها على خشبة مسرح قصر الثقافة في السويداء، وذلك خلال افتتاح مهرجان سلطان الأطرش الثقافي التاسع الذي تنظمه وزارة الثقافة ـ مديرية ثقافة السويداء، تقديراً لبطولات المجاهد الكبير ورفاقه الذين صنعوا بتضحياتهم وبطولاتهم مجد الجلاء.
وأبدع أعضاء الفرقة في تقديم رقصات تعبيرية ترافقها موسيقة حماسية تحاكي تراث المحافظة والإرث الحضاري السوري، وعلى أنغام حداء الرجال وصهيل الخيول، استطاعت الفرقة التنقل بين محطات الثورة السورية الكبرى، وجسدت بلوحاتها الفلكلورية أصالة العادات والتقاليد والمواقف الوطنية، والاستعداد لبذل التضحيات دفاعاً عن الوطن والأرض في حالة ألهبت قاعة المسرح التي غصت بالحضور من أبناء المحافظة الذين وجدوا في مثل هذه الفعاليات إنعاشاً لذاكرة الوطن وإحياءً لتاريخ المحافظة وبطولات الأجداد في جمال وجدوا من خلاله سورية في السويداء والسويداء في سورية كما قالوا.
العرض الفني، لاقاه افتتاح معرض للوثيقة التاريخية من إعداد وتنظيم الباحث كمال الشوفاني وإشراف بيت الوثيقة التاريخية في مديرية الثقافة بالسويداء، ويضم وثائق تؤرخ لمرحلة الثورة السورية الكبرى ومنفى الثوار إلى وادي السرحان وللفترة ما بين 1937 و1946 والعهد الوطني، بالإضافة إلى وثائق تتعلق بالمجاهد محمد عز الدين الحلبي ورفاقه.
كما افتتح معرض المقتنيات والصناعات التراثية اليدوية الذي أشرفت عليه جمعية “محبة ووفا” بالمحافظة.
وفي كلمة الافتتاح، أكدت مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر أن هذا المهرجان هو انسجام مع الرسالة الفكرية والحضارية لتاريخنا العربي، ويؤكد الحرص في كل دورة من دوراته ترسيخ هويتنا العربية والقومية التي ناضل الأجداد من أجل تحقيقها، مبينةً أن المهرجان يأتي للإضاءة على القيم الفكرية والنضالية النبيلة والمفاهيم الوطنية الجامعة التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه ووحدت جبهات المواجهة السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية، نحو رحاب وطن حر موحد وهو ما تابعه الأحفاد، اليوم، في مجابهة الهجمة الظلامية التي حاولت استهداف ثقافتنا وتراثنا ورسالتنا الحضارية الإنسانية بالجوهر والعمق.
وأوضحت أن تكريم شخصية من شخصيات الثورة السورية الكبرى وبطل من أبطال تلك المرحلة المشرفة من تاريخ البلاد عبر تقديم درع المهرجان التذكاري لأسرة المجاهد محمد عز الدين الحلبي أحد أركان الثورة السورية الكبرى هو تكريم وتقدير لنضاله وكفاحه وتاريخه الوطني وبطولاته في معارك الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي.
وفي كلمة أسرة المجاهد سلطان باشا الأطرش، أشار حفيده المهندس ثائر الأطرش إلى أن المهرجان محطة مهمة لاستلهام العبر والمعاني والقيم النضالية والتحررية والوطنية لوضعها أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل، وعلى الجميع العودة إلى تاريخهم الحافل بالبطولات والالتحاق بالمعاني والقيم التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه عبر كفاحهم الطويل في التمسك بمبادئهم ومواقفهم النضالية من أجل استقلال بلدنا والحفاظ على وحدتها وكرامة شعبها ورفض كل المغريات والمساومة عليها مهما اشتدت الظروف.
ووفق التقليد السنوي للمهرجان، يُكرم أحد مجاهدي الثورة، وهذا العام كُرم المجاهد محمد عز الدين الحلبي، وفي كلمة للدكتور فايز عز الدين لفت إلى أن المجاهد الحلبي أحد أركان الثورة السورية الكبرى، وكان قائد منطقة الشمال والغوطة في زمن الثورة، وشارك في معظم معاركها، حيث وضع مع رفاقه الميامين أرواحهم فداء للوطن وظلوا راسخين على وطنيتهم وعروبتهم حتى آخر نفس فيهم، معرباً عن شكره وتقديره لوزارة الثقافة والقائمين على المهرجان على هذه اللفتة الكريمة.