المطران آرماش نالبنديان يفتتح صالة “نايري” في باب شرقي
ملده شويكاني
“لم تعد حلماً، أصبحت واقعاً ورؤية حقيقية”، هذا ما قاله سيادة المطران آرماش نالبنديان رئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس في دمشق، خلال حفل افتتاح صالة “نايري” في مقر مطرانية الأرمن الأرثوذكس في حيّ باب شرقي في دمشق القديمة.
وتعني “نايري” اسم أرمينيا التاريخي التراثي القديم، وتتميّز الصالة بتصميم ديكور خاص للسقف نقشت عليه بفنية رائعة أحرف الأبجدية الأرمنية، وعلى جانبيها نوافذ متعدّدة، بالإضافة إلى تجهيزها بأحدث أساليب الإضاءة والصوت على مدى مساحة كبيرة.
وأهدى المطران نالبنديان هذا الإنجاز الحضاري الثقافي والمجتمعي والديني إلى سورية، متابعاً: “كل شخص يمرّ عبْر هذا المكان، سيجد من الثقافة والعلم والمعرفة ما يساعده على فتح أبواب وآفاق جديدة”، كما استحضر سيرة المتبرع كيغام أوهانيان الذي أجبرته أوضاع الحياة القاسية على ترك المدرسة والتعليم، إذ طغى عبء الفقر على أحلامه، لكن الحياة أعطته الكثير بعد أن بدأ رحلة العمل بمجال تصميم المجوهرات، وأصبح من كبار رجال الأعمال، لكنه لم ينسَ هاجس الطفل الصغير الذي مازال في داخله، ولم ينسَ حلمه بإكمال التعليم، ما كان دافعاً ليساهم في أعمال الخير، فتبرع لمتابعة طريق العلم، وسُمّي باسمه مجمع “كيغام أوهانيان” ويضم ثانوية الرسالة الخاصة ومسرحاً ومدرجاً، وتلحق به اليوم هذه الصالة.
وعن دورها الثقافي، أوضح أنها سترفد المشهد الثقافي والمجتمعي السوري بمنبر جديد يهدف إلى التطوير ويرعى الإبداع، ولن تكون مركزاً روحياً ودينياً فقط، فهي مصمّمة لتصبح مركزاً تعليمياً وتطويرياً إبداعياً وتنموياً واجتماعياً وثقافياً، وستقام فيها أمسيات ثقافية وموسيقية وندوات حوارية، وستستضيف المعارض التشكيلية والتراثية المنوّعة، وهي موجهة لكل أطياف المجتمع السوري، وستقدم الثقافة السورية عامة ومن ضمنها الثقافة الأرمنية.