فلسطين في دائرة الضوء
تقرير إخباري
في مقابلة أجرتها مؤخراً منظمة “الديمقراطية الآن” مع المؤرخ، والمناهض البارز للصهيونية إيلان بابيه، أعرب بابيه عن أمله في قيام دولة فلسطين، وذلك بعد استجوابه من قبل عملاء فيدراليون الأسبوع الماضي.
فبعد وصوله إلى ديترويت في 13 من شهر أيار الحالي، قام عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق مع مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة بابيه لمدة ساعتين بعد أن صادروا هاتفه، واستجوبوه حول مواقفه مما يحدث في غزة وفلسطين.
واستشهد بابيه بالاستجواب في ديترويت كمثال على “الذعر واليأس المطلقين” “لإسرائيل” وجماعات الضغط المؤيدة “لإسرائيل” بسبب الخوف من أن تصبح دولة منبوذة مع ما يترتب عن هذا الوضع من تداعيات.
وجاء الاستجواب وسط حملات قمع ضد المظاهرات المؤيدة لفلسطين في حرم الجامعات الأمريكية، فضلاً عن اعتقال المتظاهرين وإلغاء النشاط الفكري المؤيد لفلسطين في أوروبا.
وفي المقابلة ندد بابيه بسياسة “إسرائيل” التاريخية تجاه الفلسطينيين، معلناً أنها واضحة الرؤية في قسوتها ومتعمدة في أساليبها، وهذا ما كان قد أكده من خلال أطروحاته الأكاديمية التي تخالف السردية الصهيونية المسلّم بها في ما يتعلق بالنكبة وما رافقها من أحداث، وعلى الأخص كتابه الصادر عام 2007 بعنوان “التطهير العرقي لفلسطين”.
وفي إشارة إلى الأحداث التي وقعت في أواخر الأربعينيات، قال بابيه أن “النكبة مصطلح مضلل، لأنه يعني باللغة العربية “الكارثة”، لكن في الحقيقة ما تعرض له الفلسطينيون لم يكن كارثة فحسب، بل تطهير عرقي، وهي سياسة مدفوعة بأيديولوجية واضحة.
مضيفاً: أنه “لا توجد لحظة واحدة في تاريخ الفلسطينيين منذ وصول الصهيونية إلى فلسطين، لا يتعرض فيها الفلسطينيون لخطر فقدان منازلهم وحقولهم وأعمالهم ووطنهم، مشدداً على أنه بالرغم من قبح هذا التاريخ، فإن العدوان الحالي على غزة هو الأسوأ ، فهو خطوة من التطهير العرقي إلى الإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من هذا التأثير والتصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد “لإسرائيل”، يرى بابيه أن هناك المزيد من الأدلة على أن القبضة الأيديولوجية للصهيونية آخذة في الضعف، وأن فلسطين أكثر حرية وديمقراطية، مؤكداً على وجود عمليات مهمة، تؤدي إلى انهيار المشروع الصهيوني، واستبدال دولة الفصل العنصري وهذا النظام القمعي، بنظام ديمقراطي لكل من يعيش بين النهر والبحر ولجميع الفلسطينيين الذين طردوا من فلسطين منذ عام 1948 وحتى اليوم.
وفي ختام المقابلة قال بابيه أنه “يأمل حقاً أن يكون هناك نوع مختلف من الحياة في ظل دولة فلسطين”.
سمر سامي السمارة