ثقافةصحيفة البعث

اليوم العالمي للغة العربية في جامعة تشرين

اللاذقية – مروان حويجة

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقامت اللجنة الثقافية في قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين ندوة ثقافية تحت عنوان “اللغة العربية والتواصل الحضاري” تناولت أهمية اللغة العربية والتحديات التي تواجهها وسبل الارتقاء بها وتفعيل دورها، وشارك فيها د. محمد إسماعيل بصل أستاذ اللسانيات في قسم اللغة العربية، و د. عيسى العاكوب عضو مجمع اللغة العربية وأستاذ البلاغة والنقد في جامعة حلب، ود. لطفية برهم أستاذة النقد العربي الحديث. وأدار الندوة د. تيسير جريكوس رئيس قسم اللغة العربية، وقدمت الندوة د. فاطمة بلّة عضو الهيئة التدريسية في قسم اللغة العربية، وتحدّثوا عن هموم ومشكلات اللغة العربية والتحديات التي تواجهها في ظل عصر العولمة والسبل الممكنة للارتقاء بها وجعلها ميسّرة للناطقين بها.

وفي حديث لـ “البعث”، دعا د. محمد إسماعيل بصل، رئيس فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية، للانطلاق من شعار هذه الندوة، وهو شعار اليوم العالمي للغة العربية ٢٠٢١، وعنوان عام لا تحدّه حدود، وتندرج في سياق موضوعاته دراسات ذات صلة باللغة والفكر والفلسفة وعلم الاجتماع السياسي وكل شيء، وقال: لطالما كانت العناوين العامة حقولاً خصبة لإنتاج موضوعات عامة تتداخل فيها التنظيرات والتعبيرات الصارمة في الإنشاء المنمّق في الثناء والمديح والإيديولوجيات المنمّطة، وكأن واضعي هذا الشعار يفترضون أنّ اللغة العربية غائبة أو مغيّبة، ويدعون بالتالي أصحابها والقائمين عليها إلى التفكير إزاء ذلك أو اتخاذ موقف ما أو لعلّهم يريدون تذكيرنا بأنّ العربية التي نقلت العلوم الهندية وترجمت الحكم الفارسية، وعرّبت الآداب اليونانية وقدّمت معارف أصيلة في خدمة البشرية تعيش في هذا العصر عزلة، ولابدّ من تفعيل دورها الذي لطالما أنكره الآخرون، أولئك أنفسهم الذين من المفترض أن نتواصل معهم حضارياً.

وأشار د. بصل إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية، إذ أنه لطالما رافق التفكير في شؤون العربية وشجونها خطاب تهويلي حماسي أيديولوجي وبقيت أصداء هذا الخطاب حبيسة الكتب والصحف والمجامع اللغوية والمنابر الثقافية والأكاديمية، ولم يستطع تقديم مخرجات موضوعية وعلمية ومسؤولة وكفيلة بتقديم مسوّغات كافية وشافية لسوء استخدام اللغة العربية الفصيحة، وإيجاد السبل الممكنة للارتقاء بها وجعلها يسيرة وميسّرة على ألسنة الناطقين بها.

وأضاف د. بصل: لنتفق على أنّ اللغة العربية هي هوية الناطقين بها، وعندما تتعرّض الأمة لأخطار فإنه من الطبيعي أن تتعرّض لغتها إلى الأخطار ذاتها، والمجتمع الذي يقدّم اختراعات في مجال ما، يحوّل المجتمعات الأخرى إلى مجتمعات متلقّية تبحث أول ما تبحث عن تسميات لهذه الاختراعات، وهنا يبرز التمايز بين لغات هذه المجتمعات لأنّ بعضها يمتلك الخصائص البنيوية القادرة على استيعاب متطلبات الازدهار والتطور العلميين، أمّا بعضها الآخر فلا يملك هذه الخصائص، وعندئذ فإنّ لغة المجتمع المنتج سوف تهيمن وتطغى وقد تلغي لغة المجتمع المتلقي تماماً، يمكن لنا أن نلاحظ هيمنة اللغة الانكليزية وكيف تكتسح سوق العمل في العالم!

وخلال حضورها أعمال الندوة، أكدت الرفيقة الدكتورة ميرنا دلالة أمين فرع جامعة تشرين للحزب أنّ اليوم العالمي للغة العربية يكرّم هوية العرب، واللغة العربية هي لغة التواصل بين الشعوب العربية عبر قنوات الثقافة والأدب والعلم، وهي هوية كل مواطن عربي وتجّمع وملتقى عربي مهما بعدت بهم المسافات.

من جهته ركز د. بسام حسن رئيس جامعة تشرين على أولوية الاهتمام دائماً باللغة العربية موجّهاً الدعوة للباحثين في الجامعة لإيلائها المزيد من الدعم، ولاسيما في المجالات العلمية وتوجيه الأبحاث والمناهج بظلّ عصر العولمة ومحاولات طمسها وتهميشها.