رياضةصحيفة البعث

الأولمبياد مرة أخرى.. من المسؤول عن إخفاق رياضتنا؟

ناصر النجار 

عودة إلى الحديث عن الأولمبياد الصيفي المقبل مرة أخرى، والحديث ذو شجون عديدة ولا ينتهي إلا بتساؤلات عديدة تضعنا أمام حقيقة الوجود الرياضي وطبيعة العمل، والأسباب واضحة في التخلّف الرياضي الذي بات يعرفها الصغير قبل الكبير، والمحزن في الأمر أن الجميع يدركُ الحلول، لكن أحداً لا يرغب في اتباع الطريق الصحيح.

نتساءل: لماذا لا يوجد في رياضة رفع الأثقال إلا معن أسعد، وأين بقية الرباعين؟ وكذلك نسأل عن أبطال الملاكمة وأبطال المصارعة؟ وأين خليفة مجد الدين غزال؟ وهل صحيح أنه لا يوجد لدينا موهبة بكرة الطاولة إلا هند ظاظا، تابعوا حزن طاولة جبلة التي لا تجد من يدعمها وهي أم الطاولة السورية التي خرّجت الكثير من الأبطال والبطلات بإمكانيات بسيطة، والآراء في جبلة تقول: لو أنه توفر للواعدين والواعدات ربع ما توفر لهند من اهتمام ورعاية ومعسكرات وبطولات لوجدنا أكثر من نجم أو نجمة في هذه اللعبة، لذلك فإن التعويل على لاعب واحد أو لاعبتين هو الخطأ الكبير.

رياضتنا تعتمد على الطفرات وغير قادرة على صناعة البطل الأولمبي لأنها لا تملك الإرادة في ذلك، وربما فاقد الشيء لا يعطيه، قبل أربعين عاماً تصدّرت غادة شعاع واجهة ألعاب القوى السورية وحقّقت الذهب وصارت ماركة مسجلة في العالم كله، وفشلت رياضتنا بصناعة نموذج جديد من غادة شعاع خلال أربعة عقود، لأننا ننتظر من الأرحام أن تلد بطلة مثلها، وللأسف لم نبحث في المواليد عن نموذج يمكن أن يكون خليفة لشعاع لأننا ننتظر مجيئها إلينا ولا نبحث عنها!.

اتحاد ألعاب القوى ومنذ سنوات يتغنّى بالمواهب التي يملكها من لاعبين ولاعبات ويتحدث عن ميداليات هنا وهناك، ولكن للأسف لم نجد الأثر الطيب لهؤلاء ولم نجد أن أرقامهم المحققة تدعو للتفاؤل، بعد هذه السنوات صار لاعب الشباب في فئة الرجال ومثله لاعب الناشئين، لكننا لم نعد نسمع أي شيء عن هذه المواهب التي أعلنها هذا الاتحاد، وربما كما يدّعي البعض أنهم هاجروا، وقد يكون هذا الكلام صحيحاً بعض الشيء أمام سلسلة من الإهمال والشحّ وضعف الإمكانيات، فاللاعب عندنا يجب أن يصنع نفسه!.

والمؤسف أن اتحاد اللعبة يضخّم من حجم ميداليات وبطولات أقل من عادية ليحافظ على كرسيه، ناهيك عن المحسوبيات والدعم لبعض اللاعبين العاديين المدللين على حساب اللاعبين المتفوقين، وكلّ ذلك على حساب البطولة والموهبة، فرياضتنا تقتل الموهبة في مهدها لأن المحظوظين والمدعومين يجب أن ينالوا كلّ شيء.

هنالك الكثير من الحديث حول هذا الموضوع، والقضية ليست مرهونة فقط بدعم المكتب التنفيذي، فالأندية الرياضية التي تهتمّ بكرتي القدم والسلة وتهدر عليهما الأموال الطائلة تُسأل عن قتل المواهب الرياضية وعدم العناية بها ودعمها، وهذا يصبّ في خانة المكتب التنفيذي الذي ترك حبل الأندية على الغارب، والتي لم تعر الرياضات الأخرى أي اهتمام، فماتت وسط (تطنيش) الجميع وإهمالهم وعلى مرأى من نظرهم!.