صحيفة البعثمحليات

في اليوم العالمي للغدة الدرقية.. ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين في سورية خلال السنوات الأخيرة

دمشق – لينا عدره

يعاني ملايين الناس حول العالم من اضطرابات في الغدة الدرقية، إلا أنهم لا يدركون ذلك، أما في سورية التي تعتبر من الدول ذات المعدلات المتوسطة باضطرابات الغدة الدرقية، ولكن المشاهدات اليومية، في العيادات والمراجعين في المشافي، تشير إلى ارتفاع ملحوظ بأعداد المصابين، والذين لا يمكن حصرهم نتيجة لافتقارنا لإحصائيات بمختلف الأمراض المزمنة، وفقاً لما ذكرته الدكتورة لما حديد، رئيسة شعبة الغدد الصم في مستشفى الأسد الجامعي، التي أكدت أن ما تتم ملاحظته في عيادات الغدد يكشف أن معدلات مرض “الدرقية” يتجاوز 75% من مرضى العيادة كاملةً، ما يجعله من الأمراض عالية الانتشار في سورية، وتحديداً في المناطق الساحلية والجبلية، التي تشهد إصابات وضخامات كثيرة نتيجة لـ “عوز اليود”، إضافةً لما بتنا نشهده مؤخراً – وتحديداً في سنوات الحرب – من أعداد ونسب أعلى قليلاً في سرطانات الغدة الدرقية، بين الرجال والنساء، وفي مناطق لم تسجل سوابق، مردُّه قد يكون نتيجة التعرض لمواد كيماوية ومواد معينة في تلك المناطق.

الدكتورة حديد، التي تحدثت لـ “البعث” بمناسبة اليوم العالمي للغدة الدرقية، المصادف لـ 25 أيار من كل عام؛ أكدت على أهمية الغدة الدرقية كعضو مهم في الجسم، خاصةً مع تأثيرها المباشر على كل وظائف الجسم وأعضائه، ما يجعل التوعية بأهميتها لا تقتصر على يوم بعينه، فهي تنتشر بشكل واسع بين مختلف الأعمار، وتحديداً النساء، وأحد أسباب ارتفاع الإصابات بها قد يكون إدراك الناس أن أي شكوى قد ترجع بأسبابها لاضطرابات الغدة، الأمر الذي يدفع بهم للتوجه للطبيب المختص، ما ساهم بدوره بزيادة أعداد المرضى، وبالتالي زيادة في تشخيص المرض (قصور أو فرط أو ضخامة عقد درقية)، قد تُظهِر سرطانات الدرق.

وعن علاج الدرقية، تبين حديد بأنها تشمل العلاج الدوائي وهو الأشيع، إضافة للعلاج الجراحي في بعض حالات العقد أو بعد تشخيص سرطان درق التي يلزمها استئصال يتلوه علاج شعاعي ومتابعة دورية للمريض، منوهةً بأهمية بمشروع “يودنة” الملح الذي أطلقته وزارة الصحة سابقاً، والذي تعاني من نقصه بلدانٌ كثيرة، حيث يشكل السبب الرئيسي والأساسي لضخامات الدرقية، مشيرةً إلى أن نقص اليود لا يسبب فرطاً أو قصوراً بقدر ما يسبب ضخامة، ونقصه يجعل الغدة تنتج أكثر فيزداد حجمها وتظهر السلعة الدرقية، وهو ما دفع وزارة الصحة لأن تُفعل برنامج “يودنة” الملح، الذي تمت إضافته للملح في فترة من الفترات، خاصةً مع إعطائه نتائج جيدة أدت للتخفيف من الإصابات، وتصغير السلع الدرقية وتخفيف مشاكل إفراز الدرق، مؤكدةً على ضرورة الاستمرار في المشروع لأهميته الكبيرة،، ذلك أن توقف المشروع سينتج عنه ظهورٍ لإصابات بنسب جديدة وأعداد كبيرة، خاصةً وأن معظم البلدان تحرص على إعطاء اليود إما عن طريق الملح أو الطحين أو أي مادة شائعة الاستعمال ومنتشرة لمنع حدوث إصابات ضخامات الدرقية.

وتضيف حديد: في مناطقنا الجبلية والمناطق ذات التربة التي تعطي نباتات خالية منه، لابد من إضافة اليود للملح ولأي مادة غذائية لوصول اليود بالجرعة الكافية للجميع، منوهةً بضرورة الانتباه لنقصه عند الحوامل وللضرر الكبير الذي ينجم منه، سواء لها أو لجنينها، لما يسببه من إصابة في السلعة الدرقية للجنين.

أما عن إمكانية حدوث نكس قد يظهر في حال لم يكن هناك استئصال تام يترافق مع إهمال بمراقبة وظائف الدرق، ما قد يؤدي لزيادة هرمون الدرق الذي يعد مُنمِّياً للنسيج الدرقي ما يحدث ضخامة بالدرقية وبالتالي عودة للضخامة فيها، تُشدِّد حديد على ضرورة المتابعة، منوهةً بأن الوجهة العامة للجراحين هي استئصال تام للدرق، وفي حال سلامة النتائج المتابعة مع الطبيب عن طريق دواء للهرمون الدرقي بالشكل الصحيح، مع إجراء الفحوصات التي تجنبنا أي نكس أو ضخامة جديدة بمنطقة الدرق.

فيما يتعلق بأهمية متابعة الغدة الدرقية عند الأطفال، تشدد حديد على أن أهم التوصيات الضرورية ضرورة الكشف المبكر لقصور الدرق عند الأطفال، ما يحميهم من التخلف العقلي مستقبلاً، لذا لا بد من إجراء كشف قصور درق قبل عمر 6 أشهر وتعويض الهرمون الدرقي لحماية الأطفال، ومتابعة تطورهم الروحي والحركي تجنباً لحدوث مشاكل في الملكات العقلية عند الطفل لاحقاً؛ لذلك تشدد حديد على ضرورة المسح لوظائف الدرق عند الولدان كإجراء مهم جداً لوقاية الأطفال من قصور الدرق الذي يحمي لاحقاً من أي مشكلة درقية، إضافة للمراقبة الدورية للطفل التي تحميه من تأخر النمو والتراجع في مستوى الدراسة، ليكون بلوغه وتطوره ووظيفته الدرقية سليماً، وهو الإجراء الذي يفترض أن يتبعه معظم أطباء الأطفال والنسائية في الأسبوع الأول للولادة خاصة إن كان هناك إصابة للأم أو إصابات في العائلة.