العقيدة أساس بناء الدول ومنعتها
بشار محي الدين المحمد
تدرك سورية بأن العقيدة هي أساس بناء الدول ومناعتها ووحدتها، لا “منطق القوة” أو “القوة المفرطة”.
وقد رسم الرفيق بشار الأسد، الأمين العام للحزب، رئيس الجمهورية، خلال اجتماع اللجنة المركزية الموسع العديد من ملامح وعناصر هذه العقيدة التي تتضافر في كل معارك البناء والدفاع عن السيادة والقيم؛ فعقيدة سورية في الاقتصاد هي الثبات على نهج الاشتراكية في مفهوم يضمن عدم سيطرة المنافسة المتوحشة على الأسواق، ويحقق العدالة للجميع من المستهلك إلى المنتج والصناعي والتاجر، وعلى الصعيد الحزبي يؤمن “البعث” بأن أي نظرية قد يضعها حزب لن تكفي لبناء قاعدته الشعبية العريضة، بل لا بدّ من أن تبنى على الانتماء الديني والقومي والثقافي كعقائد تضمن استمراريته.
والعقيدة أيضاً هي ما جعلت جيشنا يصمد في وجه حروب الغرب “مفرط القوة” وأدواته التي استخدمت التطرف كـ “عقيدة” بديلة، فأثبت هذا الجيش أنه لطالما وجدت العقيدة فسيتم التمسك بالهوية الوطنية، ما منع الغرب وأدواته من بثّ قيمهم المادية وعقائدهم البديلة التي مكنتهم من السيطرة على سياسات واقتصادات العديد من الشعوب بعد تذويب هويتهم وانتماءاتهم، لإنه بعد تجاوز تلك العتبة يمكن شراء كل شيء وكل شخص وكل سياسي بالمال الذي تغدقه مجموعات شركات ومجمعات صناعية وعسكرية تحاول حكم هذا العالم عبر توظيف ساسة غربيين ثبت أنهم لا يمثلون حتى شعوبهم في دول يفترض أنها انطلقت من “تقديس القيم الإنسانية”، متناسيةً أن جيوشها الجرارة في عدد من مستعمراتها، حتى تاريخنا هذا، تنهب وتقتل وتستعبد بلا حياء.
إن مجموعة الأهوال التي مرّت بها سورية والمنطقة والعالم رغم خطورتها تكشف حقيقة مفادها أن التوجه الأمريكي الغربي واقع في مستنقع القوة المفرطة وتأسيس “الإمبراطورية الممتدة” والتي حكمت عليها كل فصول التاريخ بالهزيمة والتحلل بفعل ترجيح التمدّد، بالتزامن مع فشل مدوٍ في الاختبارات التي وضعت أمامها تلك القوى، وليس آخرها جرائم الإبادة في غزة والاغتيالات المصاعدة شرقاً وغرباً لكل من يشير إلى مواطن الخلل والإجرام.