“العرس الزيدلي” وجمالية التراث اللامادي
حمص – آصف إبراهيم
ضمن مشروع الحفاظ على التراث اللامادي، قدّمت مديرية المسارح والموسيقا (المسرح القومي بحمص) أمسية تراثية، مساء أمس، تحمل عنوان “العرس الزيدلي” نسبة إلى قرية زيدل التي تقع إلى الشرق من مدينة حمص وتبعد عنها نحو ٥ كم، وتشتهر بزراعة الكرمة، وما زال سكانها يتغنّون بتراثهم الشعبي في الأعراس والمواسم الزراعية التي تتسم بتقاليد خاصة تتميز بها القرية مع القرى الأخرى المجاورة، كقريتي فيروزة وصدد وغيرها، وقد تأسّست فيها فرقة للفنون الشعبية، الهدف منها إعادة إحياء تلك العادات والتقاليد والحدّ من موجات التغريب التي يحملها معهم المغتربون الكثر في القرية.
أدت فقرات العرس الزيدلي، على مسرح ثقافة حمص، فرقة “جنود الخيال” التابعة لفرقة “القديس مارجرجس الكشفية” في قرية زيدل، بإشراف فوزي كسيح، ودعوة من وزارة السياحة، وقدمت في الأمسية مراحل وتفاصيل من العرس الزيدلي بدءاً من مرحلة الحناء وما يتخللها من أغاني وأهازيج، وتجهيز وزفة العريس إلى بيت العروس وزفة العروسين إلى بيت العريس ترافقهما الأهازيج والدبكات والأغاني الفلكلورية الدارجة التي تتغنى بالجود والكرم والأصالة التي يتصف بها أهل العروسين وغيرها.
تعيدنا الفرقة بالأزياء العربية الأصيلة والأغاني الفلكلورية البسيطة والآلات الموسيقية الشعبية كالمزمار والطبل والربابة، إلى أيام خلت أضفت على الأمسية جواً من الألفة والحنين والتماهي بين الأجيال السالفة والحالية التي تلقت ما قدمته الفرقة بانفعال يتسم بالاندهاش والمتعة.
وبعد الانتهاء من العرض، ارتجل نيافة المطران مار تيموثاوس متى الخوري راعي الأبرشية للسريان الأرثوذكس بحمص كلمة شكر فيها وزارة الثقافة على اهتمامها في حفظ ونشر التراث اللامادي.