اتحاد الكتاب العرب ينظم لقاءً حوارياً عن الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان وفكرهما المقاوم
دمشق- سنان حسن
نظم اتحاد الكتاب العرب لقاءاً حوارياً بعنوان “الدكتور إبراهيم رئيسي والدكتور حسين أمير عبد اللهيان.. تماهي السياسي والدبلوماسي في انتصار للمقاومة وإفشال المشاريع الصهيونية الغربية”، وذلك بمشاركة الدكتور حسين أكبري سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، والعميد الدكتور تركي الحسن الباحث في الشؤون الإستراتيجية وعدد من الكتاب والباحثين وقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق.
وقدم رئيس الاتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد حوراني عرضاً عن الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان والأدوار التي أضطلعا بها في إيران والمنطقة والعالم، ودعمهما غير المحدود للمقاومة وفكرها ونهجها، مبيناً أنه بفقدانهما فقد محور المقاومة جنوداً مقاومين أوفياء.
بدوره السفير أكبري قال في مداخلة له: إن قادة المقاومة اليوم هم صناع التاريخ والمستقبل، ورغم فقدان المقاومة لاثنين من رموزها الأوفياء، إلا أن مسيرتها مستمرة وبعزم أقوى وأمضى، والأمثلة كثيرة، فالعالم كله قال، إنه بفقدان الإمام الخميني سيتوقف دعم فلسطين، ولكن هذا لم يحدث، والعالم تحدث أيضاً عن أنه بفقدان القائد المؤسس حافظ الأسد ستتوقف سورية عن دعم المقاومة، وظن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه باغتيال الشهيد قاسم سليماني ستتوقف المقاومة، ولكن ذلك لم يحدث، والأمر كذلك في كوبا وفنزويلا وجنوب إفريقيا ولبنان وكل حركات المقاومة في فلسطين والعراق، ففقدان القادة لم يمنعها من متابعة نضالها ومقاومتها، وما يجري اليوم في المعركة الدائرة بفلسطين وحولها مثال، في حين أن المحور المعاكس لمحور المقاومة يدفعه فقدان قادته أو تنحيهم إلى تغيير جذري في سياساتهم ومواقفهم، والكل يتهمون بعضهم ويشككون في عملهم، والمثال القائم أمريكا؛ فكل رئيس يلقي باللوم على الذي سبقه، ليتبنى سياسة أكثر إجراماً وقتلاً.
وعدّد الدكتور أكبري المزايا التي كان عليها الشهيدين الراحلين، بداية من ميزة دعم المقاومة وتشبعهما بفكرها وعقيدتها، حيث رأينا الحشود المليونية الكبيرة من الشعب الإيراني في تشييعهما ورفاقهما، وهذا دليل واضح على أن المقاومة باتت قيمة حضارية وميزة إنسانية، مضيفاً: إن الميزة الثانية هي الدعم الشعبي الكبير لعملهما، فلولا الصمود والمقاومة لهذه الشعوب لما استطاع هؤلاء القادة من المضي في إنفاذ سياستهما، وما يعطي لمحور المقاومة قوته هو صمود الشعب الفلسطيني، فالعالم اليوم يدافع عن فلسطين وقضيتها، في حين لا نجد من يدافع عن أمريكا والكيان الصهيوني، أما الميزة الثالثة هي نصرة المقاومة ومظلومية قضيتها، فالعالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية جنّد كل الإمكانيات المادية والاقتصادية لدعم الكيان الصهيوني، أما الآن فالعالم كله يدعم القضية الفلسطينية ومظلوميتها، وإذا قبلت “إسرائيل” بالسلام فإنها تقبل بالهزيمة، وإذا رفضت السلام فإنها ستواصل جرائمها ومجزارها، وهذا أيضاً هزيمة لها ولأمريكا.
من جانبه قال العميد تركي الحسن الباحث في الشؤون الإستراتيجية أن الشهيدان رئيس وعبد اللهيان تجاوزا حدود أن يكونا إيرانيين، بل كانا من أبناء محور المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين والعراق، قدما فكرهما وحياتهما خدمة له ولأهدافه ومبادئه.
وبين العميد الحسن: إن الشهيدين كانا من رعيل الشباب الأول لجيل الثورة، حيث تربيا على الفكر المقاوم، فالرئيس رئيسي كان تلميذ الإمام الخامنئي، وشق طريقه بالعلم والمعرفة، حتى وصل إلى أعلى الهرم السياسي في إيران، وأمسى بحق خادم الشعب ومحبه، والأمر ذاته مع الشهيد عبد اللهيان الذي كان بعمله الدبلوماسي خادماً للفكر المقاوم الذي يرفض الظلم والقهر، وكان يرى في نفسه قاسم سليماني في الخارجية لأهمية دوره ومحوريته في دعم محور المقاومة وسياساتها.
وختم العميد الحسن: إن فلسطين ومظلوميتها كانت في عقل وقلب الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان، فرأينا مواقف وكلمات الرئيس رئيسي منذ تسلمه الحكم وحتى استشهاده لا تغيب فلسطين عن خطابه، والأمر عينه مع الوزير عبد اللهيان الذي حمل فلسطين في كل حله وترحاله الدبلوماسي.
من جانبهم أكد المشاركون خلال المداخلات على القيم الكبرى لدى الشهيدين والأدوار الكبيرة التي قاما بها، خدمةً لمحور المقاومة، ونصرة لفلسطين وقضيتها.