صحيفة البعثمحليات

2365 هكتاراً المساحة المكافحة من آفة عين الطاووس

دمشق- ميادة حسن

تسعى وزارة الزراعة من خلال مديرياتها أن تتلافى مشكلات المزارعين لحماية محاصيلهم الزراعية، وخاصة ما يتعلق بالحشرات التي تتلف تلك المحاصيل، وحالياً تعمل على مكافحة مرض عين الطاووس الذي يصيب أشجار الزيتون للحدّ من انتشاره، وهو مرض قديم زاد الحذر منه بسبب الأهمية الاقتصادية لشجرة الزيتون التي تعتبر موسماً استراتيجياً في بلادنا ومصدر رزق مهماً للفلاحين، يتواجد بشكل واسع في المناطق الساحلية بكثرة وتعتبر الوديان بؤر إصابة له، وذلك بسبب تشكل الضباب فيها، كما ساهم تزايد المسطحات المائية (السدود) في توفير بيئة مناسبة (رطوبة) لانتشار المرض، ويتمثل الخوف من هذا المرض في تساقط الأوراق لدرجة تعرية الأفرع من معظم أوراقها إذا كانت الإصابة شديدة، مما يؤدي لضعف الأفرع ونموها ويقلّل من تطور ثمارها كذلك من حجمها، ولحرمان الأفرع من أوراقها عدة أشهر متتالية ينخفض التمثيل الغذائي للشجرة ويضعف نمو الأفرع.

إياد محمد مدير وقاية النباتات في وزارة الزراعة تحدث لـ”البعث” عن مرض عين الطاووس الذي يظهر شتاء بشكل بقع ورقية مفردة أو متعدّدة على السطح العلوي للورقة القديمة أو الحديثة، وتأخذ البقعة لوناً أخضر غامقاً ثم تتسع تدريجياً ويفتح لونها ويبقى محيطها أخضر غامقاً، ويصل قطرها إلى 2.5-12.5مم، تتسع البقعة وتشكل في النهاية مايشبه عين الطاووس،ثم تتشكل في أغلب الحالات هالة صفراء حول البقع وتتحد البقع مع بعضها على الورقة الواحدة ثم تصفر الأوراق وتسقط مبكراً في نهاية الصيف قبل نضجها وتصبح الأفرع عارية وقد تجفّ وتموت، آما المعالجة التي يجب أتباعها، يضيف محمد، لابد من تقليم الأشجار وإزالة الأفرع اليابسة لتقليل مصادر العدوى وتأمين الإضاءة الجيدة والتهوية وجمع الأوراق المصابة المتساقطة وطمرها عميقاً في التربة أو حرقها، بالإضافة إلى تجنّب الري الغزير والعناية بتغذية الشجرة مع تقليل استخدام التسميد الآزوتي، وبالنسبة للمكافحة الكيميائية فيجب استخدام مبيدات نحاسية وهي الأكثر استخداماً لهذا المرض، وهناك العديد من المركبات النحاسية التي يمكن استخدامها، مثل: خليط بوردو، هدروكسيد النحاس، أوكسي وكلورايد النحاس، سلفات النحاس الثلاثية، وأكسيد النحاس… إلخ، وجميعها أعطت نتائج جيدة.

وعن إجراءات وزارة الزراعة للحدّ من انتشار المرض، بيّن رئيس دائرة الآفات في مديرية وقاية النبات المهندس حازم الزيلع تنفيذ وزارة الزراعة حملات سنوية للمكافحة الربيعية الخريفية للمرض، يتمّ من خلالها تأمين مستلزماتها من مرشات ومحروقات وجرارات مجاناً، على أن يقوم المزارع بتأمين المبيد، ففي عامي 2023-2024 ونتيجة للظروف الجوية التي سادت القطر من أمطار ورطوبة جوية وحرارة مثالية لانتشار المرض أدت لزيادة في المساحات المصابة والمكافحة في المحافظات (طرطوس، اللاذقية، منطقة تلكلخ بحمص) حيث تمّ تنفيذ خطة لإدارة المرض من خلال التطعيم بالأصناف المتحملة والمعتمدة مثل صنفي (السكري، العيروني)، وحصر بؤر الإصابة وتحديد عدد الأشجار المصابة بمرض عين الطاووس من قبل دوائر الوقاية وشعب الزيتون، علماً أن المرض ينتشر في المناطق المنخفضة والرطبة وجوانب السواقي والسدود.

ويتابع الزيلع: وصلت المساحة المكافحة إلى 2365 هكتاراً، وعدد الأشجار المطعمة 19207شجرة، حيث تم الاستفادة من المطاعيم المتوفرة لدى المزارع وإطلاق حملة تطعيم للصنفين المتحملين السكري والعيروني في اللاذقية وطرطوس (التركيز على بؤر الإصابة) واتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة خطة إنتاج المطاعيم من قبل مديرية الإنتاج النباتي، بحيث يتمّ تأمين المطاعيم لتطعيم معظم الأشجار في بؤر الإصابة، مع تكثيف النشاطات الإرشادية وخاصة البيانات العملية (خدمة الشجرة، التطعيم، المكافحة)، وتنفيذ دورات تدريبية وبيانات عملية في مناطق الإصابة على طرق تطعيم أشجار الزيتون، ومشاركة مكتب الزيتون بالتعاون مع مديريات الزراعة في تنفيذ الحملة (المكافحة، حملة التطعيم)،