احتراق معمل أطباق البيض…!؟
وائل علي
كم هللنا “وسعدنا” على كل المستويات الرسمية والإنتاجية والشعبية والإعلامية بإنجاز أول معمل “حكومي” لإنتاج أطباق البيض قبل أربعة أعوام تقريبا بتكاليف تجاوزت الستمئة مليون ليرة، عدا قيمة الأرض بعد رحلة طويلة وشاقة من التعثر والعراقيل والعقبات المليئة بمطبات التمويل وتأمين التجهيزات، بهدف تأمين “أطباق الكرتون” للمنشآت التابعة لمؤسسة الدواجن وطرح الفائض في الأسواق المحلية ومنافسة القطاع الخاص وتخفيض كلف الإنتاج.
ويقع المعمل الذي نفذته الشركة العامة للبناء والتعمير بدراسة وإشراف جامعة تشرين جنوبي مدينة طرطوس في منطقة زراعية تعرف بالعنابية بمساحة 7 دونمات بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 12 ألف طبق قابلة للزيادة، ويتم تأمين الورق المطلوب في عملية التصنيع من توالف الجهات العامة الورقية ومخلفات الكرتون والورق المستعمل من خلال عقود مع القطاع الخاص.
وحقيقة فقد أسهم المعمل في توفير النفقات وخفض تكاليف الإنتاج وزيادة تنافسية منشآت الدواجن الحكومية عبر تأمين أطباق البيض بأسعار تقل عن السوق بنسبة 100% وفق التصريحات الصادرة ، وبالتالي خفض تكلفة إنتاج وحدة المنتج والحد من احتكار المادة ، وتغطية حاجة منشآت المؤسسة العامة للدواجن.
ورغم بساطة المنشأة التصنيعية البعيدة عن التعقيد لكننا أمام حقيقة مؤكدة مفادها أننا خسرنا معمل إنتاج أطباق البيض لأجل غير مسمى ، وتكبدنا خسارة اقتصادية ليست في مكانها ولا زمانها ، سيما أن احتفالات التدشين لم يخب بريقها بعد.
وإذا كنا لاندعي المعرفة والخبرة بالحرائق لكن جملة من الأسئلة تطرح نفسها بقوة ومن المهم جدا الإحاطة بإجاباتها لمعرفة ما إذا كانت ناجمة عن إهمال أو تقصير في اتخاذ الاحتياطات الواجبة إزاء منشأة بالغة الحساسية بحكم طبيعتها لسرعة اندلاع النيران في هشيمها ، أو كانت بفعل فاعل من باب فتش عن المستفيد…
ومهما يكن فإن الكشف عن الأسباب وسرعة إعادة الحياة لمعمل إنتاج أطباق البيض أمران غاية في الأهمية ولا يحتملان التأخير لأسباب ليست بخافية أبدا.