اللاعب الأجنبي في رياضتنا.. بين الفائدة الفنية والتكاليف المالية
المحرر الرياضي
كان لافتاً السجال الذي حصل خلال اجتماع المجلس المركزي حول ضرورة وجود اللاعب الأجنبي في مسابقات كرتي القدم والسلة، حيث اختفلت الرؤى بين من يرى ضرورة لمشاركتهم بما يحقّقون من فوائد تسويقية وفنية، ومن ينظر إليهم أنهم حاجة زائدة لا تناسب واقع رياضتنا وأنديتنا.
لكن الغريب في الطروحات الكثيرة التي حفل بها الاجتماع أن بعضها كان متناقضاً وغير مفهوم، فالمقارنة بين أجانب كرة القدم والسلة حضرت لكن بشكل يدعو للاستغراب، فهناك من شدّد على أن محترفي كرة القدم لم يقدموا أي إضافة فنية وكانوا عالة على فرقهم، وعلى الاتحاد الرياضي العام الذي تكفل بدفع مستحقات بعضهم التي بلغت ملياري ليرة بعد أن وصلت الأمور إلى محاكم الرياضة الدولية، فيما هاجم آخرون محترفي كرة السلة لأنهم يطغون بأدائهم على اللاعبين المحليين ويسجلون أغلب نقاط فرقهم، ما يجعل اللاعب المحلي مجرد مساهم مع أخذهم فرصة اللاعبين الشباب!
طبعاً هذه المقاربة عصيّة على الفهم، خاصة وأن رئيسي اتحاد اللعبتين كانا واضحين في التعبير عن الحاجة للاعب الأجنبي لتطوير المستوى الفني، لكن البعض أصرّ على مناقضتهما ومحاولة الإضاءة على السلبيات فقط، ليكون السؤال الملح: ما هو المطلوب من المحترف الأجنبي، هل أن يكون نجماً في فريقه وصاحب الفضل في تحقيق النجاح الفني والتسويقي، أم أن يكون مشاركاً شكلياً مع فريقه ويقبض المال فقط؟.
القائمون على رياضتنا مطالبون بأن يحدّدوا الغاية من وجود المحترف الأجنبي وأن يبحثوا عن الفائدة منه، لا أن يكون القرار الذي يخصّهم مرتبطاً بالتخلص من التكاليف المالية التي يجب أن تتحملها الأندية وإداراتها، وأن توجد طرق قانونية لتوفير المبالغ المطلوبة للتعاقد معهم.