“بروكسل”.. وعرقلة الحلول
بشار محي الدين المحمد
رغم تبني عدد من الدول الأوروبية للسردية السورية ودعواتها لتصحيح السياسات الغربية الخاطئة تجاهها عبر مساعدتها في المضي قدماً ببرنامج التعافي المبكر وضمان ظروف عودة اللاجئين، نجد على المقلب الآخر عددا معروفا من الدول الأوروبية المعادية لسورية، والتي هي ذاتها كانت تدعم تنظيمات الإرهاب والميليشيات العميلة على الأرض إبان الحرب. وهذه الدول المتعنتة تدعو وبكل صفقاقة عبر ما يسمى “مؤتمر بروكسل” إلى إبقاء اللاجئين السوريين في دول اللجوء، مع رصد مبالغ مالية للدول المضيفة، لتحقيق مقاصد خبيثة، ولمنع وصولهم إلى أوروبا في آن.
ويعبّر هذا الموقف عن حجم التضليل التي ترتكبه تلك الدول في تشويه الحقائق ورمي الكرة إلى ملعب الآخرين، وإنكار الأسباب الحقيقية التي تعرقل عودة اللاجئين، وتَحسّن الظروف المعاشية في سورية، من خلال ما تفرضه من حصار وإجراءات أحادية على الحكومة السورية، بل وعرقلة جهود مكافحة التنظيمات والميليشيات الإرهابية.. وحتى المساعدات الإنسانية تقوم تلك الدول الأوروبية المعادية للشعب السوري بتوزيعها بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية التي تحظى بدعم تلك الدول وتأييدها وتسويقها كـ هياكل سياسية وأمنية، مع حرمان بقية الشعب السوري منها رغم نقص معظم احتياجاته بسبب إجراءات الغرب الأحادية الجانب.
كان الأولى بتلك الدول المدّعية مصلحة اللاجئين السوريين أن تخصص تلك الأموال الطائلة لمساعدة جهود التعافي المبكر في سورية، وبشكل يتيح عودتهم إلى ديارهم وتمتعهم بأساسيات الحياة ومتطلباتها، بعد رفع الحصار الخانق عن وطنهم، والذي يشلّ ويهدّد جميع مناحي الحياة ومظاهر الاقتصاد، ويخلّ بأمن الطاقة بالكامل.
كما تواصل تلك الدول تجاهلها لحقيقة أن عودة اللاجئين تحتاج إلى تعاون وعمل مكثّف لمكافحة تنظيمات الإرهاب – التي يدعمونها رغم إدراجها على لوائح الإرهاب – كما تحتاج لإنهاء حالات التواجد غير الشرعية للاحتلالين الأمريكي والتركي على الأراضي السورية، فضلاً عن إيقاف الغارات الصهيونية المتصاعدة ضدّ أهداف مدنية وبنىً تحتية وليس آخرها قصف مبنىً سكني في بانياس.
ورغم ذلك كله فإن حل مشكلة اللاجئين لن تتم إلا من خلال التعاون وتقديم الدعم للحكومة السورية دون أي ضغوط أو شروط أو تدخلات خارجية تنتهك سيادتها. وسورية بالتأكيد تتعاون، ومستعدة للتعاون مع كافة الأطراف والمنظمات الإنسانية في سبيل إدخال المساعدات، والقيام بالنشاطات الإغاثية، وتسهيل عودة اللاجئين من خلال تأمين كل التسهيلات اللوجستية لدخولهم ودخول ممتلكاتهم وآلياتهم عبر حدودها.