ما دور إدارات الأندية في مكافحة شغب الملاعب؟
ناصر النجار
انتهى الموسم الكروي الرياضي في كلّ أصقاع العالم، وربما كان آخرها البطولة الأوروبية الأقوى على الصعيد العالمي التي نال لقبها النادي الملكي، في كلّ النهائيات والبطولات الدولية والقارية والوطنية تكون الفرصة متاحة لإظهار جمال كرة القدم وحضارتها وأناقتها، فتكون هذه النهائيات عبارة عن حفل وكرنفال يجسّد عشق الجماهير لكرة القدم واحتفالهم بالفريق الفائز، وهذا من حق الجميع.
كرتنا تسير عكس التيار، فالنهائي عندنا مثله مثل أي مباراة حاسمة أو فاصلة أو على شكل ديربي، لنجد فيها ما صنع الحداد من الشغب والخروج عن أدب الملاعب، ليتحوّل شغف كرة القدم إلى شغب عارم، وهذا ما حدث في نهائي الكأس الأخير، والنهائي لم ينفرد بهذه الصفة بل هو نسخة مكرّرة من مباريات سابقة كرست مبدأ الشغب كعنوان للدوري الكروي ومسابقاته للأسف، لأن الحصيلة هذا الموسم من التمادي على القانون كانت كبيرة!.
وإذا كان فريق الفتوة يتصدّر هرم الكرة السورية بحيازته بطولتي الدوري والكأس، فإننا كنا نتمنى أن يكون قدوة لبقية الأندية بالالتزام بالقوانين والأنظمة، لا مخالفتها والعمل على تكريس حالة من الضغط على مفاصل كرة القدم بأساليب بعيدة كلّ البعد عن الأدب والأخلاق، ولعلّ المتعصبين من أبناء النادي يقودون كرتهم نحو المجهول، لكن الأكثر أسفاً عندما تكون عقوبات الكوادر الإدارية والفنية أكبر وأكثر من عقوبات اللاعبين، ما يدلّ على أن هناك في الفريق من هم بمواقع المسؤولية يشجّعون على خروج الفريق وجماهيره عن أدب الملاعب.
لسنا بوارد أن نذكر بالتفصيل العقوبات التي لحقت بكرة الفتوة في مشاركاته بفرق الرجال والأولمبي والشباب، ولكن نؤكد على أن الحالة الانضباطية كانت مفقودة هذا الموسم، وكأن المراد تكريس شعار النادي (بالزور بالقوة) على أرض الملعب، وهو أمر يرسم الكثير من إشارات الاستفهام، لأن هذه الحالة وجدت أرضاً خصبة في بقية الملاعب التي اضطرت الأندية فيها إلى التعامل بالمثل، على مبدأ (ما في حدا أحسن من حدا).
لكن ما يؤسف له تجييش مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت منبراً لبثّ الفتن والتحريض على الشغب والخروج على القانون، وبالمقابل نجد أن إدارات الأندية لا تقوم بأي ردّ فعل معاكس تستنكر ما يصدر عن هذه المواقع من شتائم بذيئة وتهديد وخروج صارخ عن الأخلاق الرياضية، وأغلبها من المقربين من الإدارات، ما يدلّ على أن هذه الإدارات تشجّع كل ما ينشر ما دامت لا تعمل على إسكات هذه الأبواق، لذلك نتساءل: هل إدارات الأندية تشجّع على الشغب بدل أن تحدّ منه وتقوضه؟ أم إن ما يحصل هو من تدبيرها وضمن سياستها؟.
أخيراً.. الاتحاد الرياضي فعل خيراً بتكريم بطل الدوري والكأس، وهذا من عادة قيادتنا الرياضية وفاءً منها للإنجاز الرياضي، لكن كنا نتمنى ألا يتمّ شخصنة كل شيء، فكرة القدم عمل جماعي لا يتحقق فيها شيء دون مساهمات فاعلة من الجميع.