أخبارصحيفة البعث

سنغافورة.. هانوي.. وماذا بعد؟!

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون للمرة الثانية في هانوي، بعد ثمانية أشهر من قمة سنغافورة في حزيران 2018، والتي كانت الأولى من نوعها، ويعلّق الجانبان آمالاً مشتركة على هذه القمة حول: إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على بيونغ يانغ.

وعشية عقد القمة صرّح ترامب، عبر تغريدة، بأنه يتوقع مستقبلاً رائعاً لكوريا الديمقراطية، مؤكداً “أن بيونغ يانغ ستصبح بسرعة من أعظم القوى الاقتصادية على مستوى العالم في حال تخليها عن أسلحتها النووية”، حسب تعبيره، مشيراً إلى “أن الرئيس كيم سيتخذ قراراً حكيماً”، لكنه خفّض المطالب الأمريكية، حيث قال: “لا أريد أن أضغط على أحد للاستعجال، فقط لا أريد تجارب. طالما أنه ليس هناك تجارب فأنا سعيد”.

وفي حين اقتصرت القمة الأولى على المظاهر البروتوكولية والتوقيع على وثيقة مشتركة لم تر النور بعد، يأمل العالم من القمة الحالية الانتقال إلى الجوهر، ورسم خارطة طريق للعلاقات بين البلدين، وإقامة نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، ووقف المناورات العسكرية بين أمريكا وكوريا الجنوبية.

تنطوي الشروط الكورية المحقة على رفع العقوبات الظالمة وغير الشرعية، التي تخنق اقتصادها، ووقف التهديدات الأمريكية، أي الوجود العسكري في كوريا الجنوبية والمنطقة عموماً، في حين يشترط الأمريكيون وقف التجارب الصاروخية من جانب كوريا الديمقراطية ونزع سلاحها النووي.

وعن عزمه لإنهاء البرنامج النووي، قال كيم في تصريحات: “لا أريد أن يتحمّل أولادي حمل السلاح النووي على ظهورهم طوال حياتهم”.

وبعد عقود من “العداء” بين البلدين، استحالت العلاقات لتصبح أكثر هدوءاً، وخاصة بعد قمة سنغافورة الأخيرة، ويعوّل العالم على تحقيق تقدّم أكبر في قمة هانوي.

ويسهم نجاح القمة برفع رصيد ترامب في بلاده، إذ إنه سيحقق انتصاراً شخصياً سيجعله يشعر بأنه تفوّق على كل أسلافه، في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات شرسة من قبل السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين أيضاً، الذين يتهمونه بأنه لم يستعد جيداً قبل لقاء كيم جونغ أون في سنغافورة.

يقول البعض: إن القمة فرصة أخيرة لترامب في تحقيق إنجاز سياسي، فيما يصفها آخرون بأنها “فيلم خيالي” لن يتجاوز المصافحات والتقاط الصور كسابقتها، ولتبقى الساعات القادمة كفيلة بكشف الحقائق وتقرير ما إذا كانت “هانوي” قادرة على إنهاء القطيعة الأمريكية الكورية!.

ريناس إبراهيم