رياضةصحيفة البعث

منتخبنا يحتاج إلى سيناريو “خيالي” لإنعاش حلم المونديال

محمود جنيد
عندما يتعلق الأمر بفضائح رياضتنا وتحديداً منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الذي أضاف إلى سجله وصمة هزيمة جديدة أمام كورية الديمقراطية، فإن شبهة العدوى والتقليد التي يتحدث عنها البعض في سرهم، براء من ردود الأفعال الجماهيرية الغاضبة التي نُسفت أحلامها بمحـ.ـرقة النسور المترنحة في ميدان الصيد، الجارحة لخواطرنا بنتائجها المؤذية.
قد تكون العبرة في الخواتيم، بانتظار ضرب من المحال على شكل تحطيم سيوف الساموراي اليابانية بأجنحة نسورنا المنكسرة، أو تلقي هدية ميانمارية كتعويض عن صفعة تعادلنا ذهاباً معهم بشق الأنفس؛ وهم الحصالة التي لا ترد محتاج إلى نقاط أو أهداف.
نحن الٱن بحاجة إلى سيناريو فيلم دراماتيكي، من تلك التي يتلقى فيها البطل الضرب المبرح قياماً وقعوداً، و قبل أن يلفظ انفاسه الأخيرة في مرحلة العد الأخير، يعود بذاكرته إلى الوراء “بلاي باك”، مستحضراً انكسارات السنين و وجوه الأحباء التي سوّدها بفشله المشين، لينتفض فجأة من حلاوة الروح ويقف بوجهه المتورم و جسده المثقل بالشقاء وينهي النزال لصالحه وسط فرحة الخلّان.
كل حلول الأرض و الخطط الإسعافية وتدابير العناية المشددة لم تنفع مع كرتنا التي جلبنا لها المدافع العالمي كوبر بمئات الملايين، والمغتربين والمحترفين، لتكون النتيجة إلى الخلف سر، بتعرضنا لركلات صغار اللعبة المغمورين، ونصبح على عتبة الخروج من مولد التصفيات المزدوجة باكراً رغم زيادة الفرص والمقاعد بالمونديال المقبل، وهذا دليل إفلاس وعجز وتخلف وفشل بواح!
بصراحة مطلقة منتخبنا لا يستحق التأهل الى الدور الثالث، وهذا ليس كلامنا ولا كلام المحللين والجمهور والمراقبين، بل كلام المسؤولين الصريح الذي سبق الخسارة بأننا لا نستحق التأهل في حال الإخفاق بالفوز على المنتخب الكوري الديمقراطي.
سننتظر المشهد الأخير بقلق و توجس وتشاؤم بعنوان المكتوب، على أمل النهوض من الكابوس لنستأنف حلمنا المشوش الذي يتلاعب به نسورنا المترنحون و القائمون على كرتنا ورياضتنا، وبكل الأحوال فإن الفوز على المنتخب الياباني الذي هزم من أقراننا في بطولة كأس ٱسيا، سيجُبّ ما قبله معنا نحن الجمهور العاطفي المحب، وإلا فإن الحساب العسير سيكون بانتظار من عليه أن يأخذ الأمور من قاصرها ويرحل غير مأسوف عليه، وليأخذ من حاول واجتهد معه أجر ذلك ويرحل مع الراحلين، و يترك المهمة لمن هو أهل لها.