صحيفة البعثمحليات

نادي جامعات النخبة العالمية!!

غسان فطوم

نبارك لجامعات تشرين ودمشق والجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا والمنارة دخولها تصنيف التايمز البريطاني المهمّ.. هي خطوة جيدة بلا شكّ يمكن البناء عليها لاستمرار التقدّم على سلم تصنيفات عالمية أخرى بهدف تحسين سمعة جامعاتنا وضرورة مواكبتها للتطورات المتسارعة التي لا مناص من التفاعل معها. لكن رغم أهمية هذا الإنجاز الذي يحقّ لجامعاتنا أن تحتفي به، ثمة أمور مهمّة يجب العمل على تحسينها، من أجل البقاء في ساحة المنافسة والدخول إلى “نادي جامعات النخبة العالمية”، وإن كان الطريق إليه ما زال بعيداً.

تلك الأمور تتعلق بالمعايير الأساسية للتصنيفات مهما اختلفت مسمياتها والتي يدركها جيداً المعنيون في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات، ويأتي في مقدمتها جودة التعليم أولاً، وثانياً كفاءة أعضاء الهيئة التدريسية، يضاف إلى ذلك سوية الإنتاج البحثي ومدى مساهمته في عملية التنمية المستدامة وأمور أخرى يطول شرحها.

وفيما يتعلق بجودة التعليم، لا خلاف على أن مخرجات جامعاتنا الحكومية والخاصة ما زالت تعاني من نقص الجودة والنوعية مقارنة بتنامي حجم المعرفة في ظلّ التطور الهائل، فمشكلة جامعاتنا هي بالأعداد الكبيرة لطلابها وفقر إمكاناتها، مما يجعلها عاجزة عن تنويع وتجويد أساليب التدريس وأدواته، وتطوير القدرات المعرفية والتطبيقية لأعضاء الهيئة التدريسية، فمعلوم أن مكانة الجامعة مرتبطة بسمو مكانة كادرها التدريسي علمياً ومهنياً، مما يستلزم تأهيلاً متواصلاً لضمان الجودة والقدرة على التكيّف في عالم يتميّز بالتغيّر السريع والعميق والشامل.

أما الأمور التي تتعلق بسوية الإنتاج البحثي، فنجدها هي الأخرى تعاني أيضاً في ظلّ نقص الدعم المالي المناسب، وهذا ما سبّب كسلاً بحثياً، وذلك ليس بغريب طالما الرواتب والأجور تلتهم موازنات الجامعات لتترك الفتات للبحث العلمي التطبيقي، عدا عن الطريقة السيئة التي تُدار بها حصة البحث العلمي من الموازنة مما يعيق نشر أبحاث ذات جودة عالية!

أيضاً في هذا الجانب، يجب أن تنتبه جامعاتنا وتهتمّ بتنمية الشخصية المتكاملة للطلبة المتفوقين من ذوي القدرات العقلية العليا، كالإبداع والتحليل والنقد والتقويم، حتى يستطيعوا التعامل بإيجابية وفاعلية مع مستحدثات عصر المعرفة، والاهتمام هنا يجب أن يكون بشكل خاص لطلبة الدراسات العليا لأنهم نواة البحث العلمي.

بالمختصر، نأمل أن تصل كلّ جامعاتنا إلى مراتب متقدمة في مختلف التصنيفات الأكاديمية العالمية، سواء التصنيفات العامة أو المتخصّصة، فهذا حق مشروع، وهو بالنتيجة يعكس التقدّم العلمي لبلدنا، وإضافة إلى ما أشرنا له، يجب أن تهتمّ جامعاتنا باستثمار التكنولوجيا الحديثة في التعليم العالي، من خلال تكثيف النشر على المواقع الإلكترونية بأجود الأبحاث.