إقبال خجول على حلويات العيد في طرطوس.. والاكتفاء بصنف واحد!
دارين حسن
باتت أصناف الحلويات المعروضة في المحال للفرجة، وأصبح المواطنون السائلين عن أسعارها أكثر من الذين يشترون، وذلك إثر ارتفاع أسعارها بنسبة ١٥% عن العيد الماضي وتدني المقدرة الشرائية، وبالمقابل اقتصرت ربات المنازل على صنع نوع واحد من الحلوى وبكمية قليلة نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات المواد الداخلة في صناعتها وعدم توفر الغاز!.
ما بين الأمس واليوم
قبل سنوات كانت محال الحلويات تعج بالزبائن الراغبين بالشراء، واليوم اختلف المشهد، فأغلب المحال شبه خاوية ينتظر بائعوها زبونا يدخل لكن المفاجأة أنه يسأل عن السعر ويغادر على الفور وفي قلبه حسرة وألم!.
في أحاديثهم لـ “البعث” أكد البائعون وصانعو الحلويات الناشفة والعربية سواء بالسمن العربي أو النباتي أن الأسعار ارتفعت بنسبة ملحوظة عن العيد الماضي معللين ذلك بارتفاع أسعار مستلزمات صناعة الحلويات بشكل متتال، عدا عن عدم توفر الكهرباء والغاز الصناعي الذي ارتفع أكثر من الضعف، كذلك ارتفاع أجور النقل، لافتين إلى تراجع كبير في حركة البيع لديهم إثر تراجع المقدرة الشرائية للمواطن الذي يجول في الأسواق ويشتري مستلزمات عائلته الأساسية، وإن بقي بحوزته ما يكفي قد يشتري عدة قطع من الحلوى ” الشعبية” بما يدخل البهجة والسرور إلى أبنائه.
حلويات ناشفة!
وأشار بائعو وصانعو الحلويات إلى أن أكثر الأنواع مبيعاً هي الحلويات الشعبية الناشفة (براذق، ومعمول، وبيتفور والكعك” كما أن لكل نوع زبائنه، ومنهم من يفضل الحلويات المصنوعة بالقشطة كالشعيبيات والوربات والكنافة والبقلاوة المشكلة التي وصل سعرها إلى ٥٥ ألف ليرة، وكيلو المغربية بـ ٣٥ ألفا، والغريبة بـ ٥٤ ألفا، والمعمول المد بـ٣٣ ألفا للكغ، و٣٦ ألفا للتلاج، في حين بلغ سعر شعيبية القشطة ٦ ٱلاف ليرة، وشعيبية الجوز بـ ٧ ٱلاف، وكيلو وربات بالجوز بـ ٣٦ ألفا، وبالقشطة ب ٣٢ ألفا، وجميعها مصنعة بالسمن النباتي، أما أسعار الحلويات العربية فلا أحد يجرؤ على الاقتراب منها فأسعارها تبدأ من 250 ألف وما فوق حسب النوع!.
من الماضي
ومع تزامن العيد مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة سجلت البوظة مبيعا جيداً، علما أن سعر الكيلو منها بـ ٥٥ ألفا، حسب البائعين الذين أشاروا إلى أنه وعندما كانت الحلويات رخيصة كان الزبون يعزم رفاقه على تناول الشعيبيات مثلاً، أما اليوم فأصبحت هذه العادة من الماضي!.
حلويات المنزل
ولأن صناعة الحلويات في المنزل لها طابع مختلف ومميز، تحرص ربات المنازل على الحفاظ على طقوس العيد “ولو بالحدود الدنيا ” من خلال الاكتفاء بصنع نوع واحد سيما وأن شغل اليد فيه بركة، حسب تعبيرهن، بالرغم من ارتفاع أسعار مستلزمات صناعتها، إذ بلغ سعر كيلو الطحين الأبيض نوع ” زيرو” ٨ ٱلاف ليرة، والسكر ١٤ ألفا، وكيلو السمنة النباتية ما بين ٣٨ – 0 ألفاً، في حين وصل سعر ليتر الزيت النباتي إلى ٢٤ ألفا، و١١٥٠٠ لكيلو السميد، كما سجلت توابل ومنكهات الحلويات سعراً مرتفعاً، حيث إن أوقية المحلب بـ ٥٣ ألفا، وتوابل قراص العيد بـ ٢٢ ألفا للأوقية، و ٣٨ ألفا لأوقية جوزة الطيب، وبلغ سعر أوقية حبة البركة ٨ ٱلاف ليرة.
نسبة 15%
رئيس جمعية الصناعات الغذائية في اتحاد حرفيي طرطوس أحمد غانم بيّن أن أسعار الحلويات زادت هذا العيد عن العيد الماضي بنسبة ١٥% فقط، رغم زيادة تكاليف الإنتاج من الطاقة الشمسية وصيانة المولدة وتأمين مازوت لها وارتفاع أجور النقل واليد العاملة، لأن الحرفي يسعى لكسب الزبائن واستمرار المهنة، مشيرا إلى أن ضعف التسويق يساهم في رفع سعر المنتج ليغطي التكاليف.
ولفت غانم إلى عدم وجود صناعة حلويات عربية في طرطوس تعتمد على الفستق الحلبي والمكسرات المرتفعة الثمن كالبلورية والمبرومة، إنما تشتهر حلويات المحافظة بالمعمول وأقراص بعجوة التمر والبتيفور، ولم ينف رئيس الجمعية وجود ارتفاع كبير بأسعار الحلويات العربية قياسا بدخل المواطن وراتبه الذي بالكاد يؤمن له أبسط المستلزمات الحياتية.
للأسف هذه هي أجواء العيد تبدو حزينة ليس فقط في طرطوس وإنما في كل المحافظات، حيث لم يعد هناك فرحة حقيقية كنّا ننتظرها ونحسب لها بالساعات، وكم كنّا نفرح ونحن نرى أطفالنا يلبسون الثياب الجديدة ويفرحون بالعيدية ويتجولون بأسواق العيد المزدحمة!.