رياضةصحيفة البعث

أرقام قياسية لرياضتنا في العام 2023.. والعنوان يناقض المضمون

المحرر الرياضي

اختتمت رياضتنا العام 2023 بحصيلة قياسية من الميداليات قاربت الـ 1000 في كل الألعاب، ما يوحي بأن أمورها كانت جيدة بالحدّ الأدنى إن لم نقل مثالية، كون النتائج هي المقياس في كلّ نشاط رياضي وحصد المراكز الأولى هي الدلائل على النجاح مهما كان مستوى البطولات.

وبنظرة سريعة نجد أن رياضتنا أفلحت في اعتلاء منصات التتويج في أكبر حدثين خلال العام المنقضي، هما الدورة العربية والدورة الآسيوية مع تفاوت بالحصاد الذي اقتصر على ميدالية آسيوية وحيدة، مع ملاحظة اقتصار البعثة في الدورة الآسيوية على عدد قليل لم يتجاوز أصابع اليدين من الرياضيين.

لكن هذه التتويجات لم تكن لتمحو الأخطاء الكثيرة التي حفلت بها مفاصل رياضتنا المختلفة، إن كان من النواحي التنظيمية أو الفنية، فالمكتب التنفيذي على سبيل المثال لم يجد بعد مرور حوالي أربع سنوات على توليه مهامه الاستقرار المطلوب لاتحادات الألعاب أو اللجان التنفيذية أو إدارات الأندية، فخلال العام المنقضي تمّ تغيير أو تعديل أغلب اتحادات الألعاب إن لم نقل كلها لأسباب عديدة، منها ماهو موضوعي ومنها ماهو غير مفهوم، فيما استمرت إدارات الأندية في دفع فاتورة الاحتراف البالي، فوقعت ضحية الداعمين وباتت الاستقالات والتغييرات السمة الأبرز لها.

وفي السياق نفسه تمّ عقد المؤتمرات السنوية لكل المفاصل الرياضية باستثناء المجلس المركزي، وفيها تكرّرت المقترحات القديمة وأعيدت الطلبات المعروفة وتمّ ترحيل كل ما ذُكر إلى اجتماع قادم، وسط حالة من العجز عن تقديم الحلول من القيادة الرياضية المركزية أو في المحافظات.

طبعاً حصيلة الميداليات التي تحدثنا عنها شملت، إلى جانب الدورتين العربية والآسيوية، بطولات شكلية وضعيفة بالجملة، فأحد الاتحادات حقق في بطولة واحدة نحو 160 ميدالية في مؤشر عن مدى قوة المنافسة ومستوى المشاركين!.

ومن باب الإنصاف كانت الإشراقات موجودة في بطولات عالمية ودولية وقارية ومتوسطية لألعاب الفروسية والمصارعة والملاكمة والبلياردو والكاراتيه، أما رياضات الاحتراف الجماعية فلم تستطع أن تترك بصمة تُذكر باستثناء فضية كرة القدم في الدورة العربية والتي جاءت بعد خسارة مع منتخب السعودية للناشئين!.

على العموم ونحن في بداية العام الجديد تبدو الآمال بتغيير في شكل رياضتنا ومضمونها صعبة لكنها غير مستحيلة، خاصة وأن السنة الحالية هي سنة الانتخابات ونهاية الدورة الرياضية، لذلك ربما تكون التغييرات هذه المرة مدروسة بشكل أكبر وبما يناسب طموحات أعضاء كل مفصل للمرحلة الجديدة.