في انتخابات الأندية القادمة.. كرة القدم ليست كل شيء
ناصر النجار
تنطلق الأسبوع القادم انتخابات الأندية التي جاءت مبكرة لتتوافق مع انطلاق الموسم الرياضي الجديد، والتركيز في هذه الانتخابات سيكون على الأندية الكبرى التي تحتلّ كامل مساحة كرة القدم، مع العلم أن كرة القدم جزء من ألعاب رياضية متنوعة تمارسها الأندية كبيرها وصغيرها.
ومن الخطأ بمكان أن تركز الانتخابات على كرة القدم فقط، لأننا لم نجنِ من كرة القدم في الأندية إلا الدمار لكرة القدم ولبقية الألعاب الرياضية، وهذا ما أكدته المرحلة السابقة التي حملت فشلاً في كلّ شيء على صعيد الأندية، وبالتالي دفعت رياضتنا الضريبة باهظة الثمن.
ونلاحظ (على سبيل المثال) أن نادي الفتوة ركّز في الفترة السابقة على فريق رجال كرة القدم فقط، واختفت بقية الألعاب الرياضية التي كانت مزدهرة بالنادي ككرة اليد مثلاً، حتى كرة القدم ذاتها تعاني الأمرّين لعدم وجود لاعبين بالفريق من أبناء النادي أو من أبناء المحافظة، باستثناء البعض الذي يجلسون على مقاعد الاحتياط وقد تجاوز عمرهم خمساً وثلاثين سنة.
فإدارة النادي بتمويل الداعمين خصّصت كلّ دعمها المالي لشراء فريق كرة القدم والفوز به ببطولة الدوري، وهذا بالمفهوم العام لا يصنع رياضة ولا يبني كرة قدم، لأنه لم يصنع أي أساس أو قاعدة لكرة القدم، إضافة إلى إهمال ممنهج لبقية الألعاب وإهمال مماثل لمقرّ النادي ومنشآته واستثماراته، لذلك نستطيع القول إن إدارة نادي الفتوة حقّقت الفوز ببطولة الدوري لكنها فشلت بقيادة رياضة النادي.
من هذا المنطلق فإننا نريد إدارات جديدة قادرة على إحياء كل ألعاب النادي، وعلى العناية بقواعده والاهتمام بمنشآته واستثماراته، نريد للأندية أن يكون لها شخصية اعتبارية بحدّ ذاتها غير مرتبطة بشخصية الداعم الذي يسوقها نحو المجهول.
نحن مع الداعمين لأن وجودهم في الرياضة ضرورة ملحّة، لكننا مع أن يكون للنادي شخصيته الرياضية المستقلة التي يقودها خبراء الرياضة بالتعاون مع المحبين ليتمّ تحويل إمكانيات النادي وطاقاته المالية والفنية والإدارية إلى عمل متميّز ينتج قواعد قوية وأسساً متينة تعين النادي على البقاء بقوة سنوات وسنوات.
كرة القدم أرهقت الأندية بنفقاتها وبسلطة أصحاب المال، وتأتي اليوم فرصة الانتخابات لتصحيح الوضع الإداري في الأندية فتعود الكلمة الأولى للرياضة والرياضيين، وهذه مسؤولية الجمعية العمومية في الأندية لتختار أصحاب الخبرة القادرين على السير بالأندية نحو التفوق والنجاح والتألق.