كلنا أمل وتفاؤل!!
حسن النابلسي
رغم الارتياح الذي عبر عنه الكثيرون لتحويل الدعم إلى نقدي، إلا أن طلب مجلس الوزراء أمس من المواطنين حاملي البطاقات الإلكترونية المبادرة إلى فتح حسابات مصرفية تمهيداً لتحويل مبالغ الدعم إلى هذه الحسابات، أثار الهواجس لجهة عدم استطاعة المنظومة المصرفية تلبية خدمة السحب من الصرافات، لاسيما أنها تشهد باستمرار ازدحاماً على مدار الساعة بسبب أعطالها حيناً، وانقطاع الشبكة حيناً آخر!
يضاف إلى ذلك عدم توزع الصرافات على مدى الجغرافيا السورية خاصة في الأرياف، واقتصارها فقط على مراكز المدن وبعض المناطق التي لا تكاد تذكر، وهذا بطبيعة الحال يشكل عقبة لا يستهان بها أمام حامل البطاقة الالكترونية القاطن في الأرياف والقرى البعيدة عن مراكز المدن، ففضلاً عن صعوبة المواصلات وتكاليفها، فقد يضطر حامل البطاقة للسفر إلى المدينة أكثر من مرة عسى أن يحظى بصراف غير معطل ومغذى بالدعم النقدي!
وإذا كانت الحكومة قد قدرت تكاليف المواد المدعومة من غاز ومازوت وخبز.. إلخ، فكيف سيتم تقدير تكاليف الخدمات الأخرى المدعومة كالصحة والتعليم والنقل وما شابه؟
وفي ذات السياق، يحرضنا اعتماد الدعم النقدي لطرح سؤال حول مصير شبكات الحماية الاجتماعية التي سبق وأن أعلن وزير الشؤون الاجتماعية تكليف وزارته رسمياً البدء بهيكلتها وتفعيلها، فهل يفهم من ذلك التريث باعتماد الأخيرة، علماً أن شبكات الحماية هي الأجدى والأنجع لجهة إيصال الدعم لمستحقيه خاصة فيما يتعلق بالخدمات المدعومة آنفة الذكر؟!
لعلّ الأهم من هذا وذاك أن تكون الحكومة قد استفادت من درس الوقوع بمطب خلل البيانات، خلال الفترة الماضية، إذ نرجو أن تكون قد وقفت بشكل دقيق على هذا الموضوع الحساس حتى يصل الدعم إلى مستحقيه الفعليين!
لن نستبق الأحداث، وكلنا أمل وتفاؤل بأن تكون الحكومة قد أحاطت هذا الملف بدراسة كاملة وشافية كفيلة حقيقة بمكافحة الهدر والفساد المرافقين لملف الدعم لحظة اعتماده خلال الفترة الماضية.
hasanla@yahoo.com