مع ارتفاع التكاليف.. زراعة القمح في تدمر مهددة بالتوقف
حمص- نبال إبراهيم
تحدث عدد من مزارعي القمح في مدينة تدمر وريفها عن معاناتهم الكبيرة من عدة معوقات قد تدفعهم إلى العزوف والتوقف عن الزراعة في العام المقبل، وأهمها الارتفاع الكبير في تكاليف الكهرباء ووصول الفواتير إلى أرقام خيالية نتيجة للاعتماد عليها بعملية الري، وعدم وجود مستودعات لتخزين البذار والسماد في مدينة تدمر، علاوةً على تكبّدهم تكاليف باهظة جراء أجور نقل البذار والأسمدة من حمص إلى تدمر ونقل القمح من تدمر إلى حمص نتيجة للبعد الجغرافي ما بين تدمر وحمص.
بدوره أكد رئيس الرابطة الفلاحية في تدمر وليد الأسعد، لـ “البعث”، معاناة المزارعين جملةً وتفصيلاً في تدمر والبيارات الغربية نتيجة لتكبّدهم أعباء مالية كبيرة وتكاليف باهظة خلال الموسم الحالي، لافتاً إلى ارتفاع تسعيرة الكهرباء إلى قيمة 950 ليرة لكل كيلو واط ساعي، ما أدّى لوصول فواتير الكهرباء للمزارعين الذين يعتمدون عليها بريّ محاصيلهم إلى أرقام خيالية تتراوح ما بين 300 إلى 500 مليون ليرة، وخاصة للمزارعين من أصحاب المساحات الواسعة.
وتخوّف الأسعد من عزوف المزارعين في تدمر عن الزراعة في العام القادم نتيجة للتكاليف الكبيرة للكهرباء وباقي التكاليف المتزايدة جراء بعد مدينة تدمر عن حمص، وتكبّد المزارعين مصاريف نتيجة لأجور النقل لعدم توفر مركز تسويق في تدمر، علاوةً على تكلفة أجور الحصاد والتي وصلت إلى ما بين 100 إلى 120 ألف ليرة للدونم الواحد.
وأشار الأسعد إلى أنه وعلى الرغم من كلّ هذه الصعوبات والظروف الصعبة التي تواجه المزارعين، فمن المتوقع أن يكون إنتاج منطقة تدمر جيداً وأعلى إنتاجاً على مستوى المحافظة، علماً أن إجمالي المساحة المزروعة بالقمح في منطقة تدمر تبلغ نحو 24.5 ألف دونم (أي ما يعادل نحو 2450 هكتاراً)، مبيناً أن إجمالي الكميات المسوّقة من القمح وصلت إلى نحو 7 آلاف طن حتى تاريخه، سواء أكان إفرادياً أم تعاونياً،منوهاً بأن عمليات التسويق لا تزال مستمرة للمزارعين بحيث يتمّ منح شهادة المنشأ لتسويق القمح إلى مراكز الاستلام في حمص عن طريق الإرشادية.
يُشار إلى أنه ومنذ بدء عملية الحصاد تمّ استجرار نحو 50 ألف ليتر مازوت حتى تاريخه، وتمّ توزيعها على المزارعين لزوم عمليات الحصاد ولا يزال التوزيع مستمراً.