“رؤيا وجدل” وجمال الحضور الأنثوي
حمص- آصف إبراهيم
تحت عنوان “رؤيا وجدل” يستضيف “غاليري سهر” معرضاً مشتركاً للفنانين التشكيليين إيمان الحسن ورزق الله حلاق، يقدّمان فيه نحو 32 لوحة ومنحوتة مشغولة بخامات وأساليب فنية متنوعة.
وتفرض المرأة نفسها بقوة في لوحات إيمان الحسن، وتحمل الكثير من المعاني والانفعالات بغضبها وولادتها من جديد وسخطها وضعفها ونهضتها بعد كلّ انكسار، متحدية قسوة الحياة ليبقى شذاها شاهداً على ما تمتلكه من حبّ وجمال وعطاء، فالأنثى تبقى هي الأم والوطن، والقادرة على تحمّل كلّ الخيارات.
تميل الحسن إلى الألوان الزيتية الممزوجة بالإكريليك، بالإضافة إلى الكولاج ما يعطيها بصمة متفردة، أما الفن بالنسبة إليها فهو رسالة “تبث من خلاله أمنياتنا وآمالها وأحلامها ورؤيتها لجوانب مختلفة من الحياة القاسي منها والجميل”، من دون أن تدع رونق الطبيعة الزاهي يفلت من مزيج ألوانها المفرحة وريشتها المبدعة، حيث نجد الطابع الوجداني يسيطر على جانب مهمّ من موضوعاتها، منها التعاطف مع الطفولة المعذبة والاستسلام لوهم الخطيئة والغفران المنتظر وأحلام المدينة الفاضلة.
بدأت إيمان الحسن مسيرتها بفن النحت الذي درسته بالمعهد التقاني للفنون التطبيقية في قلعة دمشق والمركز الدنماركي للفنون بحمص، لكنها وجدت في الرسم فضاءات أوسع تعبّر من خلاله عن أفكارها ومشاعرها التي صاغتها بلوحات تنتمي إلى المدرسة السريالية حيث لا مكان ولا زمان محدّدين، وشاركت بمعارض جماعية عديدة داخل القطر وخارجه، كما ولها معارض فردية في محافظات عديدة.
بدوره، يفاجئنا رزق الله حلاق بتقنية مبتكرة يدمج من خلالها أجزاء من منحوتاته المصنوعة من الرمل والحصى الناعم كتجربة فريدة مع الرسم، مبتعداً عن الأسلوب التقليدي في الاشتغال الفني، والتي تظهر في معظمها الأنثى المعبّرة عن حالات القوة والألم والوطن والسلام والمستقبل المشرق.
جمال المرأة السورية بسحرها ورقتها وما ترمز إليه من شمس وخصوبة وحياة تشكّل مصدر إلهام الفنان رزق الله، ومركزاً لموضوعاته، وهو ما برز في أعماله التصويرية والنحتية، وأهمها لوحته “لن تنكسر” التي تمثل المرأة الجبارة الطامحة إلى كسر القيود وهي ترمز إلى سورية الأم الصامدة والقوية.
موضوعات رزق الله مستقاة من الواقع الاجتماعي، وتغلب عليها الألوان الدافئة والمشرقة، ولاسيما الأصفر الشرقي، فهو لون النور والذهب المستوحى من الأيقونات القديمة.
حلاق وهو من مواليد حمص دبلوم دراسات عليا له العديد من المعارض الفنية الجماعية والفردية في المحافظات، منها “ملتقى جوليا دومنا” للتصوير الزيتي في حمص.