شاهر هنيدي يخرج عبر “شباك الياسمين” من متاهة التركيز
السويداء- رفعت الديك
من نافذة الياسمين وجدارها الهشّ، يجترح الشاعر شاهر هنيدي ترنيمة أمل وفرح، في ديوان متنوع من الموضوعات لم نعتد عليه كثيراً، فزجّ بكل ما يحب، بشر وشجر وحجر وأدوات تعيش معنا، في مهرجان مارس فيه مختلف المشاعر الإنسانية، فضحك وبكى وتلهف وودع.
وخلال حفل توقيع الديوان، وهو صادر عن “دار البلد” للطباعة والنشر، والذي حمل عنوان “شباك الياسمين”، بيّن هنيدي اهتمامه بموسيقا القصيدة، والعودة إلى النص الواضح الذي غابت معالمه في العقود الأخيرة في متاهة الترميز المفرط، معتبراً أن الشعر يجب أن يحاكي أكبر شريحة من المتلقين والابتعاد عن النخبوية.
الكاتب سمير فليحان، بيّن أن “شباك الياسمين” طيف في السياق العام للمرحلة، هذه المرحلة التي صلبتنا جميعاً على جدارها الهش، فكنا على حذر من سقوط الجدار، لكننا كتبنا و”عمشقنا الياسمين” على نوافذه، كما فعل شاهر هنيدي بكثير من الدقة ليضع بصمته بقوة في ديوان المرحلة، فمن لم يكتب في هذا الزمان لن يكتب أبداً
“هل سمعت الأمنيات
ترتمي جذلى عليك
واعدات مسرفات
تقتني صبراً لديك”
وقد حرص شاهر هنيدي على الاهتمام الشديد ببناء القصيدة والذي لم يكن على حساب المعنى، فحقق بذلك معادلة المبنى والمعنى والتي يقع في مطبها كثر ممن يعتبرون أنفسهم فطاحلة في الشعر:
“أنا يا زهرة الوادي طروب
قتيل في هوى ليلى أذوب
تعاندني الحياة بكل حين
كذا الدنيا معاندة لعوب”
من دمشق بدأ يلملم أطواق الياسمين ليعيد نثرها على جغرافية وتاريخ وأوجاع الوطن، فيشدّه الحنين في ترنيمة تعزف على أوتار الروح المنهكة:
“خذني حيث حارتُنا
أصافح كل من فيها
مساء الخير للناس
مساء للخير للزرع
مساء الخير للطير
مساء الخير للوحل
مساء الخير
أبارك في السلام يدي”.