واقع جديد تفرضه غزة
تقرير- عناية ناصر
يزداد شعور العالم بالقلق جراء استمرار الحرب على غزة والجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال، على الرغم من كل المناشدات الدولية، إذ منذ بداية طوفان الأقصى بذل الأمريكيون كل جهودهم خلال الأسابيع الأولى من حرب غزة لتزويد قوات الكيان المحتل بالسلاح في أسرع وقت ممكن، وعمل البنتاغون على مدار الساعة لتسريع عملية نقلها، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. وكانت هناك أسلحة في طريقها إلى أوكرانيا، لكن تم إرجاعها وشحنها إلى” إسرائيل” لاستخدامها في حرب غزة.
لكن في الوقت الحالي لم يعد سراً أن استمرار الحرب أصبح مصدر إزعاج كبير للولايات المتحدة التي باتت تركز على جبهتين: الأولى هي ممارسة الضغط على الوسطاء لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق النار والثاني، الضغط على “إسرائيل” حتى لا تخوض حرباً شاملة في لبنان.
تثير هذه التطورات قلقاً أمنياً إسرائيلياً، حيث تخشى” إسرائيل” أن يتشكل واقع جديد، وتتوقف عدد من الدول بشكل غير رسمي عن التعامل مع “إسرائيل” وموردوي الأسلحة، حيث تم طرد وفد من الصناعات العسكرية الإسرائيلية من معرض أسلحة مهم في فرنسا، وقطعت كندا علاقاتها الأمنية مع قوات الاحتلال، وهي تمنع حالياً تسليم معدات الحماية التي تستخدمها وحدات حرس الحدود الخاصة التي تقاتل يومياً في قطاع غزة والضفة الغربية. كما أعلنت بلجيكا وقف الصادرات العسكرية للاحتلال، ومنعت إسبانيا سفينة تحمل 27 طناً من المتفجرات من الرسو على شواطئها. وهذا يدل على أن العدوان الإسرائيلي على غزة، وما سببه من عزلة دولية للاحتلال، أدى إلى نقص غير عادي في ذخائر قوات الكيان بكافة أنواعها.
هناك أيضاً عوامل دولية أخرى، مثل حرب أوكرانيا، حيث أدت تلك الحرب إلى ارتفاع الأسعار والتنافس بين مختلف الدول على الذخيرة والمواد الأولية، الأمر الذي سينعكس سلباً على الخزينة الصهيونية.
وبحسب تقديرات إسرائيلية غير رسمية فإن الاحتلال قد يواجه صعوبة في تأمين الأموال اللازمة لشراء الأسلحة، خاصةً أن الاقتصاد الصهيوني بات على حافة الانهيار، ناهيك عن توقف معظم النشاطات الاقتصادية وغيرها من الموارد التي كانت ترفد الخزينة الاسرائيلية.