صحيفة البعثمحليات

إصلاح الملابس وتعديلها ينعش عمل الخياطين!

دمشق- البعث

يواصل الخياطون أعمالهم اليومية في إصلاح الملابس وترقيعها والتي تشكل 90% من عملهم اليومي مع الإقبال المتزايد من الناس على إصلاح ملابسهم القديمة، فلم تعد الأسرة في ظلّ هذه الظروف الصعبة قادرة على تدبير مستلزماتها المعيشية في ظلّ اختلال ميزان الأولويات التي دخلت مرحلة حرجة، حيث بات تأمين رغيف الخبز صعباً مع كثرة الأعباء المادية، وخاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل عام، وقد انعكس ذلك على كافة مناحي الحياة، فقد تقلّصت الخيارات وأصبح التأجيل سيد الموقف قي يوميات الناس. فشراء الألبسة بجميع أنواعها مؤجل نتيجة عدم القدرة على شرائها وبشكل فرض إلزامية البحث عن أفكار جديدة تسهم في انتشال اليوميات من الحاجة والعوز، ومن تلك الأفكار والأساليب إعادة تدوير الألبسة واستخدامها من جديد بشكل مختلف، حيث تعمل الكثير من الأمهات على تدوير الألبسة بين أولادهن وإصلاح العيوب الموجودة فيها بطرق عديدة.

نيرمين الظاهر وهي أم لخمسة أولاد أكدت أن إعادة تدوير الملابس القديمة وإصلاحها حالة مستحدثة، وقد بدأت بالانتشار بشكل متسارع، ومن خلال خبرتها رأت أن هذه الحالة إذا استمرت على ما هي عليه من إقبال فستكون مؤشراً على الوضع الاقتصادي للمجتمع وللعائلات المنهكة مادياً، ولا يمكن إغفال السلبيات الأخرى التي تتجلّى بضعف الأسواق وانعكاسه على عمليات التصنيع، وبالتالي على معيشة العاملين بهذا القطاع إلى جانب الحالة المجتمعية.

الكثير من الخياطين الذين التقتهم “البعث” أكدوا أن أعمالهم اليوم تنحصر في إصلاح الملابس القديمة وتعديلها، فالزبائن الذين تتزايد أعدادهم يحاولون إصلاح الملابس وإضافة تفاصيل بسيطة إليها حتى تبدو مختلفة وجديدة.

ومن جهة أخرى نجد مع ضعف الإقبال على البالة نتيجة ارتفاع اسعارها الكبير أنها باتت ملاذاً للعائلات الباحثة عما يستر جسد أولادها، كما يلجأ أصحاب هذه المحلات إلى بعض العاملين في تدوير الملابس لتغيير الموديلات الكاسدة لديه، وهذا ما ساعده على تسويق كميات كبيرة وخاصة الألبسة النسائية.

وخلال تواجدنا في أحد المحلات لفت انتباهنا بعض النسوة اللواتي كنّ يبحثن عن الموديلات القديمة والقياسات الكبيرة، ولدى سؤالهن عن الأسباب أكدن أنهن يعملن على تعديلها لتتناسب مع الألبسة التي يبحثن عنها.

بالمحصلة في هذه الظروف الاستثنائية، لا بدّ من العمل على دعم الاقتصاد الأسري وتخفيف الأعباء المعيشية من خلال تقديم التسهيلات والتمويل للأفكار الجديدة والابتكارات التي تولد دخلاً لآلاف الأسر وفرص عمل ومن ثم منتجاً يسدّ الثغرات الموجودة في الأسواق، ويكافح في الوقت ذاته الغلاء وجشع التّجار.