قرار تحديد المراكز الامتحانية في المدينة يرخي بظلاله على الطلاب والمراقبين!
البعث – علي حسون
فوجئ طلاب الشهادة الثانوية المسجلين على الدورة الثانية بتحديد مراكزهم الامتحانية ضمن مراكز المدينة حصراً في كلّ محافظة، ما أثار حفيظة الأهالي، معبّرين عن استيائهم من هكذا قرار سيحمّلهم أعباء وتكاليف مالية من أجل نقل أبنائهم إلى هذه المراكز، وخاصة أبناء الريف البعيد عن المدينة، إذ سيضطرون إلى استئجار سيارات خاصة بكلف باهظة في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة وغلاء المحروقات ولاسيما مادة البنزين!.
إرباك للطلاب وذويهم
الأهالي تساءلوا عبر “البعث” عن الأسباب الموجبة لهذا القرار “الغريب”، حسب وصفهم، وما هي القيمة المضافة التي ستتحقّق من رمي الطلاب لمسافات بعيدة وإحداث إرباك لذويهم في عملية البحث عن وسائل النقل والاستفسار عن عناوين المراكز الامتحانية المحدّدة؟
تربويون اعتبروا أن قرار وزارة التربية لم يكن في مكانه بغضّ النظر عن الدوافع ورؤية المعنيين في “التربية”. وفي حال كان القرار من أجل ضمان النزاهة وحسن سير العملية الامتحانية، يرى تربويون أن بعد المسافة لن يغيّر في الأمر شيئاً، لأن حدوث الاختراقات والتجاوزات الامتحانية لا يقمعه المكان بل القائمون والمشرفون على تلك المراكز فما الفائدة من ذلك؟ حسب رأي التربويين.
600 ألف كلفة نقل
قرار “التربية” لم يرخ بظلاله وتبعيته على الطلاب وذويهم فقط، بل لم يسلم منه المدرّسون المكلفون بالمراقبة، إذ شملت جميع المدرّسين من الأرياف للمراقبة في مراكز المدينة، ما سيكلفهم أعباء التنقل من أجل الوصول إلى تلك المراكز البعيدة عن مناطقهم الريفية.
وبما أن محافظة ريف دمشق من المحافظات المترامية الأطراف والبعد الشاسع بين أغلب مدنها وقراها عن مركز المدينة “دمشق” كانت الأكثر تضرراً من هذا القرار، وخاصة مناطق القلمون وقرى جبل الشيخ والزبداني، إذ تتراوح المسافة التقديرية التي تفصل كلّ بلدة أو قرية من هذه المناطق مع دمشق بين 40 أو 50 كم، وبكلفة بسيطة تبلغ أجرة سيارة خاصة من وإلى أي منطقة بالريف 200 ألف ليرة على أقل تقدير، وفي حال تقدّم الطالب إلى 3 مواد -وفق ما هو مسموح له- سيحتاج إلى 600 ألف ليرة، وهذا يشكل مصروفاً آخر يضاف إلى الأعباء الأسرية.
تأمين المراقبين
مدير تربية ريف دمشق المكلف، الدكتور عبد الحليم يوسف، أوضح أن القرار بتحديد المراكز الامتحانية في المدينة صادر من وزارة التربية، وبناءً عليه عملت المديرية على تسهيل وتأمين كافة المستلزمات لإنجاح الدورة الامتحانية الثانية، مشيراً إلى التعاون والتنسيق مع محافظة الريف وما أبداه المعنيون في المحافظة من استعداد لتأمين وسائل نقل للمراقبين بالتعاون مع المجالس المحلية، إضافة إلى مبادرات المجتمع المحلي لتأمين الطلاب ونقلهم بشكل مجاني ذهاباً إياباً.
وأمل مدير التربية من جميع المدرّسين المكلفين بالمراقبة متابعة عملهم التربوي والوطني لإنجاح العملية الامتحانية.