مع جنون أسعار الخضار في حماة.. البطاطا لم تسلم من الارتفاع
حماة- ذكاء أسعد
مع الارتفاع الجنوني لأغلب أسعار المواد، ولاسيما الخضار، لم تسلم البطاطا من هذا الجنون، فقد تجاوز سعر الكغ 9500 ليرة، مع اختلاف بسيط بين منطقة وأخرى في المحافظة، حيث يُباع في الريف الشمالي بـ9000، أما في سوق الهال والذي تعدّ أسعاره أدنى نسبياً، فقد أكد غالب عدي رئيس لجنة تجار سوق الهال في حماة أن أسعار البطاطا تبدأ من 7000 وحتى 8500 ليرة، وذلك حسب نوعها وصنفها، مشيراً إلى ضعف الإقبال على الشراء وامتناع الغالبيّة عن عادات كانت سائدة قديماً كشراء كيس البطاطا الذي يزن 20 كغ وأكثر، وذلك لعدم قدرتهم على تحمّل سعره وعجزهم التام، مبيناً أن أكثر ما يُعرض في سوق الهال بحماة حالياً من مادة البطاطا هو من إنتاج محافظتي حمص ودرعا، وذلك لقلة الكميات في حماة وتلف الكثير من الإنتاج.
وتؤكد المهندسة مروة عكرة رئيسة قسم المحاصيل في مديرية زراعة حماة انخفاض المساحات المزروعة للعروة الربيعية مقارنةً بالأعوام السابقة، بسبب ارتفاع أسعار البذار المحلية وعدم توفر الأصناف المستوردة والهجين بالكميات المطلوبة، إذ لم تتمكّن مؤسسة إكثار البذار من تأمين سوى 30% من حاجة الفلاحين من البذار المستوردة، ما أدى لتراجع المساحات المزروعة، فضلاً عن اتجاه الفلاحين لزراعة المحاصيل العطرية والطبية والبقوليات.
وعزا الخبير بالبحوث الزراعية الدكتور فراس الشيحاوي ارتفاع أسعار البطاطا إلى ارتفاع تكاليف إنتاجها، وخاصة سعر بذار البطاطا المستورد سنوياً من أوروبا، مشيراً إلى أنه مع تشديد العقوبات على سورية في مجال بذار البطاطا، امتنعت هولندا عن تصدير البذار لسورية بشكل مباشر، فكان لا بدّ من استيراده من هولندا عبر طريق غير مباشر.
ورغم تراجع الإنتاج وقلة المساحات المزروعة للعروة الربيعية، يرى الخبير الزراعي محمد جغيلي أن ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية ساهم بتلف المحصول بشكل كبير، لذا كان الأجدى بوزارة التجارة الداخلية شراء كميات من المادة وتخزينها ضمن فروعها في المحافظات وطرحها في السوق بأسعار مقبولة في وقت لاحق لمنع ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المقيت.
ومع نهاية موسم العروة الربيعية وبدء الفلاحين بزراعة العروة الصيفية، يرى الدكتور شيحاوي أنه لا بدّ من استدراك الأخطاء وتصويبها عن طريق إيجاد حلول على المدى القريب، كتخفيض تكاليف الإنتاج وخاصة البذار، وتشديد الرقابة على المبيدات الزراعية المطروحة في السوق المحلية بكافة أنواعها، لأن ما ثبت لدى المزراعين هو وجود خلل بهذه المبيدات، فهي لا تعطي النتائج المرجوة وهذه مشكلة خطيرة، مشيراً إلى تسبّب اللفحة المتأخرة بموت نباتات حقل البطاطا خلال يومين أو ثلاثة، وبالتالي تحترق كامل النباتات بالمرض الفطري الخطير.