أسعار فساتين العرائس تتجاوز الـ 15 مليوناً.. والإيجار إلى 5 ملايين
دمشق – البعث
تثير بعض تكاليف الزواج المرتفعة الكثير من إشارات الاستفهام، فمثلاً عندما يكون سعر فستان العروس 15 مليوناً وبدل إيجاره نحو 6 ملايين ليرة لمدة ليلة واحدة، لا بدّ من الوقوف عند هذه الظاهرة التي تدعو للاستغراب في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والواقع المعيشي المأساوي على الشباب لإعادة ترتيب أولوياتهم وتأجيل الكثير من المشاريع الاجتماعية، وفي مقدّمتها الزواج الذي باتت تكاليفه عالية جداً من كافة النواحي، سواء في المهر أو لناحية تأمين السكن، كما أن تكاليف حفلة العرس أصبحت مرتفعة جداً من كافة النواحي، فتصفيف الشعر يتجاوز في بعض الصالونات الـ 5 ملايين، هذا عدا عن التكاليف التي يتكلف بها المدعوون لهذه الحفلات من الأقارب والأصدقاء والمعارف والتي نتوقع أنها بعشرات الملايين، إلى جانب العديد من الأمور الخاصة بالعرس.
ولا شكّ في أن أهم القرارات المصيرية التي يتخذها الشاب في الواقع الاقتصادي أرهق كاهل المقبلين على الزواج، وبات تحقيق شروط الزواج من المستحيلات أمام الارتفاع الجنوني في الأسعار، فللزواج تقاليده المتعارف عليها والتي يطلبها أهل العروس من العريس، كالمنزل والذهب وحفلة الزفاف التي يتوجّب على العريس إحياءها كونها حلم كلّ فتاة كحال لينا التي تنتظر ارتداء الفستان الأبيض كغيرها من الفتيات، ولكن حلمها تبدّد مع الارتفاع الجنوني للأسعار، فحتى استئجار الفستان أصبح مكلفاً وقد يصل إلى أكثر من 5 ملايين حسب نوع القماش وتطريزه، وآثرت لينا إنفاق أجرة الفستان على مستلزمات أخرى أساسية لفرش المنزل، وتلك هبة التي اتفقت مع عريسها على إلغاء حفل الزفاف الذي كان من المقرّر عقده في إحدى الصالات المتواضعة في دمشق بعد أن وصل الحجز فيها إلى مليوني ليرة بعد أن اقتنعا بأنه من المعيب في ظلّ الظروف الحالية التي نعيشها إنفاق ذلك الرقم على المظاهر والشكليات، والأجدى الاحتفاظ بالمبلغ ليوم أسود قد يختبرهما به القدر.
صاحبة محل لفساتين العرائس أكدت أن سعر الفستان يتناسب مع التكاليف، سواء لناحية القماش أو الموديل ومقدار الجهد المبذول في تصنيعه، إلى جانب اليد العاملة والكهرباء والأكسسوارت، لافتة إلى أن هناك الكثير من الفساتين ذات الأسعار المنخفضة والتي تناسب من يبحث عنها.
في المقابل أكدت صاحبة صالون تجميل وحلاقة أن الناس تبحث عن الأفضل، وهناك تكاليف تتعلّق بالمواد المستخدمة والموديل، ولا يمكن تجاهل السمعة “الشهرة” والخبرة التي لها ثمن أيضاً.
حفلات الزفاف والمناسبات التي تبالغ في التكاليف المادية والمظاهر تنمّ عن فئة من المجتمع مستهلكة وليست منتجة، وهي فئة أنانية تفتقد الإحساس بمشاعر الآخرين، والمسألة ليست مزايدة ومبارزة بين الأسر بأساليب فيها تهميش للمشاعر وتسطيح للعقل، والزواج هو رابطة مقدّسة وليست الطقوس من تعطي الحب والسعادة، وإنما طبيعة العلاقة ومدى الانسجام والتفاهم بين الطرفين، وبما أننا اليوم في مجتمع يعيش ضائقة مالية يجب التخفيف من الإسراف بطريقة تستفز الآخرين ونعيش المواطنة الحقيقية بإحياء أفراحنا وأتراحنا كعائلة واحدة.