حكومة “ذكية”!!
غسان فطوم
بدأ السوريون يتداولون فيما بينهم في أماكن العمل وفي المقاهي، وحتى داخل بيوتهم، الحديث عن تشكيل الحكومة المنتظرة؛ وبين التفاؤل والتشاؤم يطرحون أسماء، ويستبعدون أخرى، غير أنه، وإن اختلفوا في التوقعات، تجمعهم الأمنيات بأن تكون الحكومة على قدر الطموحات، حكومة تضمّ كفاءات وخبرات من ذوي المهارات العالية، متمنين هذه المرّة أن تبعد الاختيارات عن الاعتبارات الأخرى التي تنتج حكومات تقليدية لا تخدم واقعنا الحالي المثقل بالقضايا الشائكة!
واليوم، ليس سراً القول إن المواطنين غير راضين عن أداء الحكومات الماضية، وهذا الشعور واضح وتمّ التعبير عنه في انتقاداتهم العلنية عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، والسبب أن هناك ملفات ساخنة تتعلّق بحياتهم المعيشية ومتطلباتهم الخدمية المشروعة لم يتمّ التعامل معها، أو معالجتها بشكل جيد، بل أثار أداء “الحكومات” حفيظتهم باعتمادها سياسة الأمر الواقع (جود من الموجود)، وكأن الحلول انعدمت وأخذت الريح مفاتيحها ورمتها بالبحر!
ولا شكّ أن من حق المواطن الذي صمد في وجه العقوبات، وصبر على كلّ أشكال المعاناة أن يُكحل عينيه بحكومة يرى فيها “طوق نجاة” يحمله إلى مستقبل أفضل طالما حلم به وتمناه، ويحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والأريحية بالعمل والجودة في الإنتاج في كلّ المجالات، ويؤسّس لتربة خصبة، تنمو فيها غراس التعافي من أزماتنا التي أوجعتنا.
إذن الحكومة المقبلة أمام تحديات داخلية كبيرة تحتاج منها جهوداً كبيرة لإطفاء حريق الأزمات، والوفاء بالالتزامات في كلّ المجالات التنموية، وتدارك أخطاء الماضي ومنها قرارات لم تكن موزونة، لا بتوقيتها ولا بمضامينها!
بالمختصر، لا نريد اجترار حلول كاسدة، فنحن بحاجة إلى تطبيق المنهج العلمي في حلّ مشكلاتنا المعقدة والخروج من أزماتنا المتلاحقة، وإدارة مشاريعنا المتوقفة، وهذا لا يتحقق إلا بالاعتماد على الخبرات والكفاءات المتخصّصة، وخاصة في المجال الاقتصادي، كونه من أهم الملفات، التي تحتاج لخطط وبرامج علمية محكمة، بعيداً عن سياسة التجريب المملّة والقوالب المستوردة، والتي غالباً ما فشلت!
أخيراً.. نحتاج لحكومة “ذكية” تكسر الجرة وتخلع جلباب الأداء الإداري التقليدي، والمعالجة بالمسكنات، أو الكيّ، وتفتح الآفاق لمواكبة كلّ جديد في عالم التكنولوجيا والمعلوماتية، بما يمكنها من ابتكار الأفكار المبدعة التي لا شكّ في جدواها ومفاعيلها في تحقيق الوعود المخطّطة والصادقة والآمال الكثيرة المنتظرة، والأهم صنع سياج واقٍ من كلّ الأزمات ومضاد للتحديات!