محليات

“سلة متكاملة”

مع اقتراب موعد الاستحقاق الدستوري المتمثّل بانتخاب مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث، تتضح جلياً حالة الحراك في الشارع السوري وعلى مختلف المستويات، هذا الحراك يمكن القول إنه ارتبط بالظروف الراهنة المتحولة والمتغيرة، وبطبيعة المرحلة الحالية التي تتطلب استنهاضاً حقيقياً للطاقات والهمم على المستويين الفردي والجماعي لمواجهة مجمل التحديات التي تواجه وطننا، وخاصة منعكسات الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب السوري من خلال ما يسمى بقانون قيصر.

لا شك أن المرحلة دقيقة وعلى قدر كبير من الحساسية، وهي لا تختلف عن سابقاتها، ولكن في كل مرة لازم الفشل والإخفاق كافة الأجندات والمؤامرات التي هدفت إلى إضعاف الدولة السورية، ومرد ذلك الصمود والصبر اللذان تحلّى بهما المواطن، إلى جانب حكمة وشجاعة القيادة في سورية في إدارة الأزمة، وإيصال سفينة الوطن إلى بر الأمان، وتجنيبها المخاطر والأهوال، ما جعل من سورية رقماً صعباً في المعادلتين الإقليمية والدولية.

بطبيعة الحال، وفي مقابل ما تقدم، تفرض الظروف الاستثنائية التي نعيشها حالياً تدعيم هذا الصمود الأسطوري من خلال اتخاذ حزمة من القرارات والإجراءات كسلة متكاملة تسهم في خلق حالة من التوازن والاستقرار المعيشي على وجه التحديد من بوابة تحسين الرواتب والأجور، والعمل جدياً على توفير مستلزمات الإنتاج الصناعي والزراعي وتخفيض الأسعار، كمنطلق نحو كسر القيود الاقتصادية المفروضة.

نعتقد أن أية قراءة متأنية وهادئة للحراك الحزبي والشعبي الذي سبق موعد انتخابات مجلس الشعب المقرر في التاسع عشر من الشهر الجاري، يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر لمعالجة كافة المشكلات والأزمات المؤجلة والعالقة وعلى مختلف الصعد، ورفع مستوى ومردود العمل التشاركي الوطني، بما يوازن بين ما هو مطلوب عمله والحاجة الماسة والملحة للتغيير في السلوك والممارسة أولاً، ومن ثم في طبيعة آليات العمل، والمطلوب أن تكون أكثر مرونة وملبية لاحتياجات المرحلة الراهنة والمستقبلية.

ونرى أن الفرصة ممكنة ومتاحة في بث روح التفاؤل والثقة، والانتقال إلى مواقع متقدمة من خلال المشاركة الوطنية الفاعلة والمؤثرة في انتخاب أعضاء مجلس الشعب وفق معايير الكفاءة والخبرة والقدرة على تحمّل المسؤولية، وكما أن المشاركة والتصويت حق وواجب وطني، نعتقد أن مصلحة الوطن واجب مقدس، ويجب أن تكون المعيار الحقيقي للجميع دون استثناء .

معن الغادري