دراساتصحيفة البعث

ما يحصل لأطفال غزة يفوق الرعب!

 سمر سامي السمارة

أدى الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدرستين تديرهما الأمم المتحدة في قطاع غزة مؤخراً، إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين النازحين معظمهم من الأطفال.

وبحسب التقارير الصادرة فإن 80٪ من عدد الشهداء الذين لقوا حتفهم كانوا من الأطفال، وقد جاءت الغارات بعد وقت قصير من قصف جيش الاحتلال لمجمع مستشفى في وسط غزة، والذي أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص على الأقل.

ورداً على الهجمات على المدارس التي تحولت إلى ملاجئ في السياق، كتب ديفيد شوبريدج، عضو مجلس الشيوخ الأسترالي: إن ما يحصل الآن يفوق الرعب، فما زال العشرات في عداد المفقودين تحت الأنقاض في هذه المناطق التي استهدفتها “إسرائيل” دون سابق إنذار، فعملية انتشال الضحايا قد تستغرق أياماً في بعض الأحيان لعدم وجود ما يكفي من الوقود لتشغيل الغالبية العظمى من الجرافات، وبسبب للهجمات الإسرائيلية على الجرافات في المرافق التابعة للبلديات، والتي استخدمت في الأشهر الأولى من الحرب لإنقاذ الضحايا، لذا تضطر طواقم الدفاع المدني لاستخدام أيديهم العارية من أجل البحث عن ناجين.

كانت آثار العدوان الذي شنته “إسرائيل” على أطفال قطاع غزة مدمرة، فقد أدى إلى استشهاد أكثر من 14 ألف طفل، وإصابة ما يزيد على 12 ألف آخرون، بالإضافة إلى ترك أكثر من 20 ألف طفل بين المفقودين، وقد تفاقمت التبعات النفسية والبدنية بسبب ما وصفته إحدى الأمهات في غزة مؤخراً بـ “التدمير النفسي الكامل” الذي لحق بشباب القطاع.

كتبت بيكي بلات الممرضة البريطانية المتخصصة في طب الأطفال، والتي عادت مؤخراً من غزة بعد فترة قضتها في مستشفى ميداني هناك، أن “المعاناة النفسية التي شهدتها بين الأطفال والشباب لا تشبه أي شيء رأيته من قبل. من السهل جداً أن نغرق في الأرقام عندما نشاهد الأخبار أو نقرأ عن ما يحدث في غزة، لكن علينا أن نتذكر أن كل رقم من هذه الأرقام يعني أن شخصاً واحداً، أو طفلاً تغيرت حياته إلى الأبد بسبب ما حدث”.

جاءت الهجمات الإسرائيلية بعد جولة من محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة والتي انتهت دون التوصل إلى اتفاق لإنهاء العدوان، إذ يعمل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو باستمرار على تخريب المحادثات في محاولة للبقاء في السلطة.

وقد ذكر موقع “أكسيوس” أن بعض “المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق من نتنياهو، الذي شدد مؤخراً مطالبه وقدم شروطاً جديدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث أرسل الوفد إلى القاهرة للتظاهر فقط بإجراء مفاوضات.

رفضت فصائل المقاومة الفلسطينية شروط نتنياهو الجديدة، والتي تتضمن تشكيل آلية دولية لمنع نقل الأسلحة من جنوب القطاع إلى شماله، حيث يؤكد المراقبون إن هذه المطالب الجديدة الأخرى تجعل التوصل إلى اتفاق مستحيلاً. بينما في المقابل، أعلن البنتاغون أنه سينشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط، بالرغم من تحذير المشرعون والنشطاء المناهضون للحرب من تعميق تورط الولايات المتحدة في الحرب على غزة.