في زحمة الاستحقاقات…
وائل علي
شتان بين أن تكون طالب علم ، أو ساع في مناكبها لتأمين كفاف عيشك وتعمل كدا وشقاء لتضمن مستقبل أطفالك وأبنائك وأسرتك, أو أن تكون من اللاهثين خلف الولاية وطالبي المناصب المتناسين أن طالب الولاية لا يولى ، محاولين التعمشق ومد الجسور والتقاط – ولو الفتات – عند كل منعطف واستحقاق ومناسبة بتوظيف وتسخير كل الوسائل وتنعيم الطرق جيئة وذهابا، وإكثار الزيارات وإقامة الدعوات والولائم الباذخة وتقديم الهدايا الثمينة، وإطلاق العظات والحكم والأقوال المأثورة، وتسخين شبكات الاتصال والتواصل الاجتماعي وتحميلها بالصور والفيديوهات كدليل إثبات على ماضيهم النرجسي الذي ولى دون أي إضافات أو لمسة أو بصمة تذكر خارج الشخصي وكنز المزيد…!!
ما علينا… نقول هذا الكلام بمناسبة “زحمة” الاستحقاقات القائمة والقادمة في الطول والعرض، فالكثير من النقابات والاتحادات والمنظمات والغرف أينعت ولايتها أو شارفت وصولا لانتظار دعوة البرلمان في دوره الرابع لانعقاد أولى جلساته وما يفترض أن يتبعه من إعلان استقالة للحكومة وانتقالها لخانة تسيير أو تصريف الأعمال لتبدأ رحلة المستوزرين الجدد أو الطامحين بالتجديد…
وإذا كان ما سبق ذكره يندرج ضمن طبائع الأشياء، فإنه من الأهمية بمكان إجراء وقفة تأملية وتشخيص وتفحص للواقع وأوجاعه وآلامه، وإجراء مراجعة شاملة وتقييم شفاف وطرح أسئلة من قبيل: ماذا فعلنا وقدمنا وأضفنا؟ وأين نجحنا وأين فشلنا وأخفقنا؟ وماذا علينا أن نفعل؟ وهل نستطيع؟ وكيف؟ فالوقت يمر سريعا والزمن لا يرحم لأننا لم نعد نحتمل المزيد من التجريب والاختبار . وعليه, فما علينا إلا إفساح المجال للغير القادر أن يضيف ويبدع, فالظروف قاسية و”هز الأكتاف” يحتاج لأناس استثنائيين، ولديهم ما ليس لدى الآخرين من قدرات وأفكار وربما حلول، والفرصة مؤاتية من خلال تصويب خيارات استحقاقاتنا وبحثنا كل في قطاعه عن تلك الشخصيات وسعينا لإيصالها لأننا بكل وضوح مللنا النسخ والمستنسخين وبتنا بحاجة ماسة لهؤلاء المنقذين…
ورحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده وكفى…