انتهاكات إسرائيلية بدعم أمريكي
د. معن منيف سليمان
تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بدعم أمريكي صريح ومعلن، وقالت الأمم المتحدة:” إن قتل الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير منازلهم وتدمير البنية التحتية مستمر بلا هوادة في الضفة الغربية”.
جاء هذا في تصريح “فرحان حق” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمره اليومي، مستنداً إلى التقرير الأخير الصادر عن منظمات الأمم المتحدة في المنطقة.
وعلى الرغم من ارتكاب القوات الإسرائيلية مجازر وجرائم حرب وانتهاكات في الضفة الغربية المحتلة، فإن الدعم الأمريكي لا يزال مستمراً للكيان حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الولايات المتحدة ستصرف ٣.٥ مليار دولار كمساعدات عسكرية جديدة للكيان من مشروع قانون الميزانية التكميلية الذي تمت الموافقة عليه في وقت سابق.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إنه من المتوقع أن يتم صرف المبلغ خلال خمسة عشر يوماً، ومن المتوقع أن تستخدم “إسرائيل” الأموال لشراء الأسلحة كن الحكومة الأمريكية أو من الشركات الأمريكية.
وأظهرت العديد من التقارير أن كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للجيش الإسرائيلي متورطة في انتهاكات عدة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذه الكتيبة مشكلة من يهود متطرفين، وتتمركز في الضفة الغربية المحتلة منذ عام ١٩٩٩، وتعمل على حماية المستوطنين الذين يعتدون على أراضي ومنازل الفلسطينيين.
وعلى الرغم من تورط جنود الكتيبة الإسرائيلية في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين، فإن الولايات المتحدة أسقطت العقوبات المفروضة عليهم بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، رغم أن قانوناً أمريكياً صدر عام ١٩٩٧، من قبل السيناتور الأمريكي السابق باتريك ليهي، يحظر تقديم المساعدات الخارجية الأمريكية أو برامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع “البنتاغون” إلى وحدات الأمن والجيش والشرطة الأجنبية التي يثبت بشكل موثوق أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقد أبلغ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن وزير ما يسمى الأمن في الكيان “يوآف غالانت” الجمعة الماضية، بقراره إغلاق التحقيق مع كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للجيش الإسرائيلي، بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، حسبما أفاد موقع “أكسيوس”.
وعلى الرغم من اعتراف بلينكن بأن الكتيبة الإسرائيلية ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، إلا أنه عبر عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي اتخذ خطوات كافية لتصحيح الوضع، بما في ذلك عملية اختيار الجنود، وعقد ندوة لمدة أسبوعين حول انتهاكات حقوق الإنسان خصيصاً لهذه الوحدة!
ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى هرعت أمريكا لدعم الكيان دعماً مطلقاً، وتنوع الدعم الأمريكي اللامشروط للكيان من مساعدات عسكرية ولوجستية وسياسية وإعلامية واستخباراتية وصل حد الانخراط الفعلي في المعركة.