صحيفة البعثمحليات

تسوية الحقول بالليزر وسيلة للتكيف مع التغيرات المناخية

دمشق- ميس خليل

تعاني سورية من التغيرات المناخية من خلال نوبات الجفاف وندرة المياه والكوارث الطبيعية والتصحر وإزالة الغابات والحرائق، ويفاقِم تغير المناخ من الضغوط الاجتماعية والبيئية والاقتصادية الموجودة حالياً في قطاعات عديدة ومنها المياه، والزراعة، والبنية التحتية، والصحة والسياحة، وقد يضع عراقيل شديدة أمام تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي تنهض بالحوكمة والتعاون حول تغير المناخ بدور هام في دعم الأهداف الواردة في اتفاق باريس والهدف الثالث عشر للتنمية المستدامة، وهي تحديداً الإبقاء على ارتفاع معدل درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين وتحسين قدرات الدول على التكيف مع تغير المناخ من خال دعم التنمية منخفضة الانبعاثات والقدرة على مواجهة تغير المناخ.
الدكتور منهل الزعبي، مدير إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة، وفي تصريح لـ “البعث” أوضح أن هناك تحديات كبيرة في عملية الزراعة في ظل التغيرات المناخية العالمية، ما يؤثر بشكل كبير على إنتاج المحاصيل الرئيسية ويؤثر في إنتاجيتها؛ وعليه فإن وزارة الزراعة تبحث دائماً للوصول إلى أفضل الطرق وأكثرها تخفيفاً لمنعكسات المتغيرات المناخية، ومن هذه الطرق التي يمكن اعتمادها في مواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها للحفاظ على الأرض العنصر الأساسي في الزراعة هو عملية التسوية بالليزر والتي تستهدف بالدرجة الأولى القضاء على المرتفعات والمنخفضات الطبيعية والاصطناعية الناتجة عن استثمار الحقل، وزيادة كفاءة استخدام المياه، واستخدام المكننة الزراعية والعمليات الزراعية الأخرى، وتحقيق كفاءة وتجانس في التوزيع.
وأضاف الزعبي أن من الفوائد التي تحققها عملية التسوية بالليزر الاستفادة المثلى من الأسمدة المضافة، والتخفيف من مشكلة تملح الأراضي في المناطق التي تعاني منها، والأهم توفير في المياه يصل إلى ما يقارب 25% من كميات المياه التي كانت تستهلكها الأرض قبل إجراء عمليات التسوية.
وبيّن الزعبي شروط التسوية الليزرية وهي الحصول على فارق أقل من 1.5 سم في 80 % من جميع نقاط الحقل بالنسبة إلى المستوي المطلوب، وهذا يؤدي إلى كفاءة عالية وتجانس مميز في توزيع مياه الري على جميع النباتات في الحقل، وأن يبلغ حجم الإعمال في التسوية يتراوح بين 100 و1000 م3 للهكتار وذلك تبعاً لنوعية التضاريس، حيث تمكن التسوية من حفر أو ردم 10 إلى 15/ سم في الأراضي الزراعية قليلة العمق كما يسمح بحفر حتى 20 أو 25 سم في مناطق لا تتعدى مساحتها 5 إلى 10% من المساحة الكلية لان الحفر العميق يؤدي إلى خفض خصوبة التربة بالإضافة إلى زيادة حجم الإعمال في التسوية.