التكاليف المتزايدة تتسبّب بتراجع مردود مزارعي الحمضيات والزيتون
اللاذقية – مروان حويجة
لا يمكن إغفال تأثر الإنتاج الزراعي، بشكل واضح، بارتفاع تكاليف مستلزمات العملية الإنتاجية، وانعكاسها المباشر على مردود المزارع، وما يتحمّله من أعباء إنتاجية وتسويقية، في مختلف المحاصيل الزراعية، وبالأخص محصولي الحمضيات والزيتون، بوصفهما المحصولين الرئيسيين في محافظة اللاذقية، والأشجار المثمرة بشكل عام؛ وإذا ما أخذنا بالحسبان أنّ هذه المحاصيل تشغل مساحات واسعة من المحافظة، وتعمل بها عشرات آلاف الأسر الزراعية، تشكّل مصدر عيش ودخل لها، ويعوّل عليها في تلبية احتياجات السوق المحلية، وتصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية، فإنّ هذه الزراعات باتت مكلفة جداً، ولا تحمل المردود الذي ينتظره المزارع، في هذا الموسم أكثر من السابق وما قبله، لأنّ تكاليف الإنتاج، باتت تلقي بظلالها على تواضع وتراجع المردود كثيراً.
رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية، المهندس عمران إبراهيم، أفاد أنّ الزيتون والحمضيات هما الزراعتان الأساسيتان في محافظة اللاذقية، حيث تنتشران على مساحة تتجاوز 78 ألف هكتار، وتعتبران المحصولان الرئيسيان، ومن المتوقع أن يصل إنتاج محافظة اللاذقية هذا العام إلى حوالي 540 ألف طن حمضيات، وحوالي 50 ألف طن زيتون، مشيراً إلى ما تعانيه هذه المحاصيل، منذ السنوات الماضية، من تأثيرات تغيّر المناخ، وتكاليف الإنتاج، بات ينعكس عليها، وبالمجمل، تأثر الانتاج سلباً مع ضعف قدرة المزارع على توفير كافة مستلزمات العمليات الزراعية بالشكل الأمثل، ولاسيما في مواجهة صعوبات خاصة بالأسمدة و المحروقات وارتفاع أسعارها من جهة، وصعوبة تأمينها في الوقت المناسب من جهة ثانية.
وأوضح إبراهيم أنّ وزارة الزراعة تقدّم المشورة والنصيحة الإرشادية للدخول ببدائل معيّنة، والتخفيف على المزارع قدر الإمكان، من خلال محاولة أتمتة المازوت الزراعي، وتقديم مواد المكافحة ضمن الإدارة المتكاملة للآفات مجاناً (المواد الجاذبة لذبابة ثمار الزيتون، وثمار الفاكهة على السواء)، وأيضاً حملات مكافحة فطر عين الطاووس على الزيتون، بتقديم المرشّات والجرّار مجاناً، من قبل دائرة الوقاية، وكذلك حملات توزيع الأعداء الحيوية التي تنتجها مديرية زراعة اللاذقية في مركز تربية الأعداء الحيوية، وتقديم الشتول والغراس الموثوقة بأسعار رمزية والمنتجة بمشاتل مديرية الزراعة، وغيرها من الخدمات الكثيرة، وهذا يؤثر إيجاباً على الإنتاج؛ ومؤشر القياس هنا وجود فائض انتاج، رفم أنّ هذا الفائض تراجع خلال السنوات الماضية، ولكن لم يأخذ المنحى السلبي لغاية تاريخه، فنحن ـ بحسب إبراهيم – لا نستورد هذه المنتجات مطلقاً.