التوسع العمراني يقلص المساحات الزراعية للنباتات العطرية
دمشق- ميس خليل
ساهم التنوّع الجغرافي الكبير في سورية بتنوع النباتات الطبية والعطرية التي تُستخدم لأغراض علاجية للكثير من الأمراض، كما تدخل في كثير من الصناعات الغذائية كمواد حافظة.
رئيسُ لجنة المشاتل في غرفة زراعة دمشق، حسان حليوا، بيّن في تصريح لـ “البعث” أن لكلّ نبات عطري ظروفاً خاصة ليكتمل نموه من ارتفاع عن سطح البحر إلى درجات الحرارة، فهناك نباتات تعيش وحدها في الطبيعة من دون زراعة، ومنها ما يُزرع، وتوجد أنواع عديدة مميزة لها مردود اقتصادي كبير مثل إكليل الجبل، والبابونج، والحبق، والزعتر البري، والقبار، والميرمية.. وغيرها.
وبالنسبة للتقنيات المستخدمة في الزراعة، أوضح حليوا أن أهم شيء هو توافر بنك وراثي لأصل النبات، بحيث لا يدخل عليه تهجين وتغيّرات أخرى، وهناك نباتات تزرع بالتقنيات عن طريق التشتيل، أما التحديات التي تواجه هذه الزراعة فذكر حليوا أن أبرزها التوسّع العمراني على حساب الأراضي الزراعية وتكاليف الإنتاج العالية من جهة استصلاح الأراضي، مروراً بالزراعة والقطاف والحصاد، ووجود سوق دائم وطلب مستمر للمنتج، إلى جانب عدم وجود مؤسّسات تسويقية تدعم المنتج وتسوقه داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى عدم وجود معايير جودة معتمدة ضمن جداول في كلّ منطقة وبكل صنف، وأكد ضرورة أن يكون هناك عمل لتحسين طرق التغليف والتعبئة والاعتماد على الطرق الآلية بدلاً من الطرق اليدوية للحصول على منتج خالٍ من الأمراض الناتجة عن سوء التعبئة لكي تصبح فرصه التصديرية أقوى، وبالتالي فتح أسواق جديدة، كما أن من أبرز التحديات ضعف الاعتماد على التسميد العضوي والمكافحة العضوية.
وبيّن حليوا أن لدى وزارة الزراعة جداول بالأصناف المزروعة بشكل بريّ للحفاظ عليها بالمحميات، لكي لا تتعرّض لقطاف عشوائي أو جائر لضمان استدامة النبتة، كما يوجد بنك وراثي جيد للأصناف وأنواعها، كالكمون والزعتر والبانونج وإكليل الجبل وحبة البركة وهذه الأصناف إستراتيجية.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأبحاث التي تنفذها الهيئة العامة للبحوث العلمية السورية التي سيتمّ التعاون معها لتطبيق الأبحاث على أرض الواقع وبالتعاون مع القطاع الخاص. ولفت حليوا إلى أنه سيكون هناك في المستقبل القريب دراسات على الأنواع التي يمكن أن تقام لاسنثمارها معامل صيدلانية تتجه نحو المادة الدوائية المستخلصة من النباتات الطبية، والتي فيها استفادة كبيرة مادياً واقتصادياً وتتعاقد مع الفلاحين أو المزارعين أو الشركات لنحقق الازدهار لكل أصناف النباتات الطبية والعطرية.