اختبار أول للمدرب الإسباني في دورة الهند الدولية
ناصر النجار
أيام الفيفا القادمة اقتربت ومنتخبنا الوطني مدعو للمشاركة بدورة الهند الدولية التي سيلعب فيها أمام موريشيوس والهند يومي السادس والتاسع من الشهر المقبل.
وهذه الدورة مهمّة لمنتخبنا لأنها بمنزلة التعارف بين مدرّبنا الإسباني الجديد خوسية لانا وبين لاعبينا، وأن تبدأ حفلة التعارف مع أضعف دولة في إفريقيا أفضل من أن تبدأ المرحلة الجديدة مع دولة قوية، ولا شكّ أن المباراة الأخرى مع الهند ستكون متوازنة.
على امتداد مشاركتنا في دورة الهند، كنا نفوز على الهند في الدور الأول ونتعادل في المباراة النهائية ونخسر بركلات الترجيح، ويجب أن تفوز الهند بدورتها، فما بعد دورة الهند هناك في شهر تشرين الأول وضمن أيام الفيفا دورة أخرى في تايلاند، بمشاركة منتخبات من النخب الثالث التي لم تتأهل إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولا شكّ أنها أيضاً مهمّة لأنها ستكون استمراراً للتجارب والاطلاع على اللاعبين ومستواهم وانتقاء الأفضل منهم لقادمات الأيام والمباريات والمسابقات.
في هذه الفترة يجب أن يكون الجميع في حالة ترقب وانتظار، ومن الأفضل أن ننتظر ما سيفعله المدرّب وما سينتقيه من لاعبين، ففترة التجارب من الصعب الحكم عليها، لذلك سنجد من يمتهن أسلوب الاعتراض ويبدأ بانتقاده للمدرّب باعتباره قليل الخبرة مع منتخبات الرجال، وتبدأ الأقاويل هنا وهناك من عملية اختيار اللاعبين والنتائج وما إلى ذلك من أمور، والغاية دوماً تشتيت الذهن وإثبات الوجود وما إلى ذلك من أمور يريد من يكتبها أن يبيّن غيرته على منتخب الوطن مع العلم أن له مآرب أخرى.
المدرّب الإسباني منح نفسه مهلة الموسم الكامل، وقال: “لا تحاسبوني على النتائج من أول موسم”، فهو يريد التعرف على لاعبينا المحليين واللاعبين الذين هم في الخارج، والاطلاع على المستوى الفكري الذي تتمتّع به كرتنا ويفهمه لاعبونا، وبعدها يبدأ بتمرير أسلوبه وفكره الكروي، ليصل إلى قناعة تامة بالتشكيلة الأفضل التي سيعتمد عليها في السنوات المقبلة.
المهمّ في المدرّب الذي لا نعرف حتى الآن “خيره من شره” أنه يريد أن يقيم بيننا، وهذا أمر جيد، لأن سيطلع عن واقعنا الكروي عن قرب وسيتابع كل المنتخبات والدوري وسيكون له مكتب في اتحاد الكرة، وهذا إن تمّ وفق الأصول فهو أمر ممتاز، والمهمّ ألا يختلط بالمفسدين وألا ينصاع لأفكار المتخلفين، وهذا إن تمّ فهو كفيل بنجاح مشروعه الكروي.