المهندس عرنوس يلتقي زاكاني والحديث يتناول التعاون المشترك بين المحافظات في البلدين
أكد رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال المهندس حسين عرنوس خلال لقائه اليوم رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني ضرورة الاستفادة من تجارب إدارة المجالس المحلية لدى البلدين، وأهمية مناقشة السياسات التنموية التي تتبعها المحافظات والمدن في البلدين والاستفادة من التجارب الناجحة بما يساهم في تحسين الواقع الاقتصادي والخدمي والتنموي.
وأوضح المهندس عرنوس أن الحكومة السورية تولي كامل الاهتمام والرعاية للمحافظات والمجالس المحلية وتحرص على تمكينها من القيام بدورها الاقتصادي والاجتماعي وتكريس اللامركزية الإدارية وتمكينها من إدارة شؤونها بمرونة، مشيراً إلى أهمية السعي لتأسيس مشاريع تعاون مشتركة بين المحافظات بالبلدين في عدد من المجالات ومنها مشاريع تدوير النفايات ومعالجتها، وإنشاء مشروعات طاقات متجددة، والنقل الداخلي، ومشروعات سياحية مشتركة ولا سيما في ضوء وجود فرص استثمارية واسعة في محافظة دمشق.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية أن يكون قطاع الأعمال والقطاع الأهلي والجمعيات الخيرية في المحافظات جزءاً من الحراك الحكومي ومكملاً للجهود الحكومية المشتركة في البلدين.
من جهته أكد زاكاني متانة العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وضرورة العمل لتعزيزها في مختلف القطاعات بما يسهم في التنمية المجتمعية والاقتصادية وإعادة الإعمار، وتحقيق نوع من التكامل لمواجهة التحديات المشتركة والتغلب على الصعوبات، لافتاً إلى أهمية تعزيز التعاون بين بلدية طهران ومحافظتي دمشق وريف دمشق وفتح آفاق جديدة لهذا التعاون لتعزيز التنمية الحضرية وإقامة مشروعات مشتركة واستثمار الإمكانيات المتوافرة لدى الجانبين.
حضر اللقاء الدكتور قيس محمد خضر الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، والسفير الإيراني بدمشق حسين أكبري.
وكانت المهندسة لمياء شكور وزيرة الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الأعمال التقت مع زاكاني والوفد المرافق، واستعرضا خلال اللقاء آلية تعزيز التعاون والتطلعات المشتركة على مستوى الإدارة المحلية، وعدد من القضايا الاقتصادية والتجارية والبيئية والخدمية ذات العلاقة بالتنمية المستدامة.
وأكدت الوزيرة شكور أن التعاون الإقليمي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعزز الفرص الواعدة للوصول إلى الأهداف الاقتصادية المنشودة إقليمياً ومحلياً، ومواجهة تداعيات الحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، معتبرة أن التعاون على مستوى الوحدات الإدارية بين البلدين يدعم نقل و تبادل الخبرات، ولا سيما ما يتعلق بحوكمة الإدارة المحلية والتخطيط الحضري المحلي داخل الحدود الإدارية للمخطط التنظيمي، والاستفادة من التقنيات لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين .
من جانبه أكد رئيس بلدية طهران أهمية التعاون ودعم سورية في إعادة الإعمار والتنمية، منوهاً بالعلاقات العميقة التي تجمع سورية وإيران، وأن اتفاقية التوءمة التي سيتم توقيعها غداً بين دمشق وطهران ستساهم في ترشيد الإمكانيات التي يمتلكاها الجانبان وتسخيرها في خدمة العاصمتين.
ولفت السفير الإيراني بدمشق حسين أكبري إلى ما تمتلكه دمشق وطهران من إمكانيات وضرورة التعاون وفق نموذج شامل، ولا سيما أن العلاقات السورية والإيرانية قوية بمختلف المجالات.
كذلك، وقعت محافظة دمشق وبلدية طهران اتفاق توءمة لتعزيز وتعميق التعاون وتبادل الخبرات فيما بينهما ليشمل مختلف المجالات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية بما يسهم بالنهوض في واقع المحافظتين.
محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي أوضح في تصريح للصحفيين أن المحافظة حريصة على تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات وصولاً إلى مستوى مميز من الأداء وفق خطط مدروسة ومنهجية قابلة للرصد والتتبع والتقييم والتنفيذ، مبدياً استعداد المحافظة للتعاون مع بلدية طهران للنهوض بمستوى الخدمات والمساهمة في تنفيذ مجموعة من المشاريع الإستراتيجية التي تحتاجها دمشق مثل مترو الأنفاق وملف النفايات وقطاع النقل.
كريشاتي لفت أيضاً إلى أهمية العمل والتشارك مع بلدية طهران للاستفادة من الجهود والطاقات والقدرات والموارد البشرية والمالية لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمواطنين ولحظ متطلبات واحتياجات التنمية المستدامة والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه مشاريعها.
وقدم كريشاتي عرضاً عن دمشق وأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياحية والدينية والمكانة المرموقة التي تتمتع فيها في جميع المجالات.
وفي تصريح مماثل أكد رئيس بلدية طهران ما في قطاع النقل والخدمات المدنية وإدارة النفايات، منوهاً بالطاقات التي تمتلكها دمشق وطهران بشكل يمكنهما من مواصلة العمل والتعاون المشترك للمساعدة في إعادة الإعمار.
وعرض زاكاني أهم الأعمال والمشاريع التي تنفذها طهران في مجال النقل العام وما وصلت إليه فيما يخص مترو الأنفاق وتحويل جميع حافلات النقل العام إلى العمل على الطاقة الكهربائية وإدارة ملف النفايات الصلبة وغيرها من المشاريع للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي للمدينة.
وقبل توقيع الاتفاق استعرض مدير النفايات الصلبة في محافظة دمشق المهندس عماد علي آلية عمل النفايات الصلبة في دمشق وريفها، مبيناً أن كمية النفايات المرحلة يومياً تقدر بنحو 3000 طن، فيما يتم ترحيل نحو 5 أطنان من النفايات الطبية يومياً، لافتاً إلى الحاجة لإقامة مشاريع استثمارية بيئية وتنموية عبر التشاركية.
بدوره أشار مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق معمر الدكاك إلى أهمية تنفيذ مترو أنفاق بدمشق لتخفيف الازدحام المروري والذي يتكون من 16 محطة بطول 17 كيلومتراً كمرحلة أولى، ويمتد من منطقة المعضمية غرب المحافظة إلى منطقة القابون شرقاً.
وبين الدكاك أنه تم مؤخراً عرض عدد من المشاريع على الفنيين المعنيين من الجانب السوري والإيراني منها إحداث مرائب للسيارات تحت الحدائق العامة واستثمار بعض المواقع ضمن محافظة دمشق كإقامة أبنية فندقية ومكاتب إدارية واستثمارية مختلفة.