مشاهد مختلفة في دورة الوفاء والولاء الكروية
ناصر النجار
تستمر منافسات دورة الوفاء والولاء الكروية التي يحرصُ نادي تشرين على تنظيمها سنوياً، وتعتبر مبارياتها باكورة مباريات الموسم الجديد ومحطة مهمّة في إطار استعداد الفرق للدوري، ولا أدلّ على ذلك من حرص منتخب الشباب على المشاركة فيها استعداداً للتصفيات الآسيوية القادمة التي ستجري في العشرين من الشهر الحالي في فيتنام، ولولا الفائدة المتوقعة من هذه المشاركة لم يكن منتخبنا ليشارك فيها.
في البداية علينا أن نقدّر الجهد الكبير الذي يبذله نادي تشرين في استمرارية هذه البطولة موسماً بعد آخر، رغم كلّ الصعوبات التي تواجهه وبعضها صعوبات مالية، وهو يدلّ على حرصه الكبير نظراً لقدسية هذه البطولة ومعانيها السامية.
في الشق الرياضي كنّا نتمنى من جماهير الأندية الساحلية الثلاثة أن تزحف إلى الملعب بكلّ المباريات لتتابع فرقها وتمنحها الدعم المعنوي المطلوب قبل انطلاق الموسم، فما وجدناه كان حضوراً متواضعاً لا يعكس الحبّ الجارف من الجمهور لناديه، ولو كانت هذه المباريات تأخذ الصبغة الودية.
من خلال المتابعة المباشرة لهذه الدورة وجدنا أن فريقي حطين وجبلة لعبا مباراتهما معاً بفريقيهما الأولمبيين، وهذا أمر لا غبار عليه ما دام الدوري الأولمبي على الأبواب، وهي فرصة جيدة لاكتشاف بعض اللاعبين المميّزين ليكونوا ضمن فريق الرجال، الملاحظة السلبية سجلناها من مباراة جبلة مع الجهاد التي جرت على ملعب جبلة وانتهت إلى فوز الجهاد بهدف، مع العلم أن فريق جبلة شارك في هذه المباراة بتشكيلته الأساسية، في البداية الخسارة مع الجهاد ليست كارثة في مطلع الموسم، وقد تكون خسارة إيجابية لمعرفة الثغرات والأخطاء المرتكبة ليتمّ تصحيحها، وهي أفضل من خسارة بمباراة في الدوري، ثانياً كان التنظيم على أرض الملعب معدوماً، فحضر على المضمار من هبّ ودبّ، ومثل هذه المباريات تعتبر تجربة لموضوع التنظيم الجيد والالتزام بالقوانين والأنظمة المرعية في كل المباريات، ثالثاً قام أحد كوادر فريق جبلة بضرب أحد لاعبي الجهاد على أرض الملعب أمام مرأى الجميع، وتسبّب بمشكلة كبيرة كادت أن تفسد المباراة، والمشكلة الأكبر أن الحكم لم يتصرف بشيء وبقي المعتدي يصول ويجول على أرض الملعب، رابعاً: قام بعض جماهير فريق جبلة برمي أرض الملعب بعبوات المياه الفارغة، وهذا مستغرب جداً بمثل هذه المباريات التي غايتها ودية ومضمونها استعدادي.
في المحصلة العامة المباراة ودية وأحداثها ستمرّ مرور الكرام، لكن علينا أن نلفت النظر إلى أن هذه المباراة لو كانت رسمية لجرت على النادي عقوبات انضباطية ومالية هو بغنى عنها، ونحن نعلم أن جمهور جبلة جمهور ذواق وشغوف بكرة القدم ومحبّ لناديه في الصميم، وعلى القلة القليلة التي تخرج عن النص أن تراعي ناديها الذي يتحمّل الأمرّين ليتدبر نفقات كرة القدم، وهذه تذكرة قبل أن يبدأ الدوري، الأمر الثاني موجّه إلى حكامنا الأعزاء بأن عليهم تطبيق كلّ الأنظمة والقوانين حتى لو كانت المباريات ودية أو استعدادية، لأن هذه المباريات هي بالنتيجة امتحان لشخصية الحكم وقدرته على إدارة المباراة وضبطها.