رياضةصحيفة البعث

دورة الوفاء والولاء.. فرصة تحضير مميزة والمواهب حاضرة

ناصر النجار

تتابع دورة الوفاء والولاء لكرة القدم التي ينظمها نادي تشرين مبارياتها، فتقام مساء اليوم الجولة الرابعة التي يلعب فيها أولاً منتخب الشباب مع حطين، وتليها مباراة الجهاد مع تشرين، على أن تختتم مباريات الدورة يوم السبت بلقاء الديربي الكبير بين تشرين وحطين، ويلعب منتخب الشباب مع جبلة.
تحدثنا في عدد سابق عن بعض الملاحظات السلبية التي شاهدناها في هذه الدورة من خلال ضعف التنظيم في بعض المباريات أو الشغب غير المبرّر الذي حدث في إحدى المباريات، وكانت الغاية من ذلك التنبيه إلى هذه السلبيات ليتمّ تفاديها فيما تبقى من مباريات وليتمّ تصحيحها قبل أن تنطلق المباريات الرسمية فتصبح هذه السلبيات وبالاً على الأندية.

اليوم نتحدث عن ملاحظات تخصّ الفرق وجاهزيتها وتشكيلاتها المفترضة، ولعلنا نسلط الضوء على مشاركة فريق الجهاد من الدرجة الأولى، حيث كانت مشاركة إيجابية، وقدّم لنا فريق الجهاد درساً في الروح العالية والتصميم رغم أنه لعب بتشكيلة محلية ليس فيها أي لاعب من مشاهير الدوري، ليؤكد أن الحماس والولاء لقميص النادي قد يكون أجدى وأنفع من أي شهرة كروية، وعلى هذا الأساس فإننا نتوقع أن يكون لفريق الجهاد شأن في دوري الدرجة الأولى إن تابع طريقه على السيرة ذاتها.
منتخب الشباب كانت فرصة مشاركته في الدورة جيدة، أولاً من باب التنوع، بعيداً عن أجواء العاصمة، فالمناخ في اللاذقية يختلف من ناحية الرطوبة الجوية والأجواء المناخية التي يجب أن يتأقلم عليها اللاعبون، إضافة لمواجهة لاعبين بعضهم أكبر سناً وبعضهم أكثر خبرة، وبالمحصلة هم من مدارس كروية مختلفة لعدم توحيد مناهج كرة القدم في أنديتنا.
أما فرق اللاذقية الثلاثة فالموضوع عندها مختلف بعض الشيء، فالدورة كانت نقطة الانطلاق للموسم وبداية الاستعداد، وعلينا ألا نعتب على فرقنا إن لم تكن بالجاهزية المطلوبة أو لم تحقق النتائج المأمولة، ففي فترة التحضير لا ينظر إلى النتائج كمقياس بقدر ما ينظر إلى مستوى الجاهزية ومجمل الأخطاء والعثرات التي يظهرها لاعبو كل فريق ليتمّ تصحيح اعوجاجها.
الشيء الإيجابي في الدورة أنها منحت الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة فيها، فقدّمت لنا الفرق الثلاثة أكثر من ثلاثين لاعباً في هذه المباريات القليلة، بعضهم من لاعبي الرجال الذين سيعتمد عليهم في الدوري كأساسيين وبعضهم من فريق الأولمبي الذين سيشاركون على جبهتي الرجال والدوري الأولمبي، وما شاهدناه من مواهب وخامات جيدة أمر يدعو للتفاؤل والاطمئنان، فلا خوف على فرقنا الثلاثة من الموسم القادم لأنها تختزن لاعبين جيدين هم أبناؤها، وبالتالي علينا شكر لجنة الاحتراف المركزية التي وضعت حداً لشطط الاحتراف وأجبرت أنديتنا على استخراج كنوزها الدفينة من المواهب والخامات الواعدة.