“بين الآباء والأبناء”.. وما يسمى بـ “جيل زد”
ساندي سالم
هم المراهقون الذين ولِدوا ما بين عامي 1997 و2012، وتمت تسميتهم اصطلاحاً بـ “جيل زد”، ورغم أن هذا الجيل يشكل ربع سكان الأرض تقريباً إلا أنه لا يعرف الحياة من دون انترنت.
قد تشعر للوهلة الأولى أن هذا الشيء طبيعي وبسيط، ولكنه ليس كذلك، حيث أن معظم هؤلاء يقضون وقتهم على الأجهزة الالكترونية، ولا يعيرون أدنى اهتمام لقراءة الكتب أو ممارسة الهوايات كالعزف أو الكتابة أو حتى ممارسة الرياضة، وهذا ما أدّى إلى تشتت انتباههم، وركاكة ألفاظهم، وبالتأكيد تدني درجاتهم العلمية.
في كتابه “بين الآباء والأبناء”، يصف الكاتب د. هيم. جي غينوت أن الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم على شبكة الانترنيت بعيداً عن الوسط العائلي يعانون الكثير من الهشاشة النفسية والتوتر. أما عالم النفس الأمريكي Jonathan Haidt يرى أن “جيل زد” لديه معدلات عالية من القلق والاكتئاب، والأخطر أنه جيل مستهتر بمن حوله. يستخدم Jonathan Haidt مصطلح الآباء الهليكوبتر (helicopter parent) حيث وصف الأهل وهم يراقبون أطفالهم في أي تحرك أو أي تصرف يقومون به بشكل مفرط و سيء مثل طائرة الهليكوبتر، وقد تم تداول هذا المصطلح على نطاق واسع حتى أصبح مصطلحاً عالمياً في القواميس.
يشير Haidt إلى أن هذا المصطلح أثر سلباً على الأطفال، خاصةً عندما يحمّل الأهل أطفالهم أكثر من طاقتهم، ومقارنتهم مع أبناء جيلهم، وهو ما يخلق ضغطاً نفسياً لدى الأطفال، ويسبب لهم أزمة نفسية واكتئاب، وهذا ما يسبب بالضرورة إمّا كره الطفل لعائلته أو كرهه للأشخاص الذين يُقارن بهم.
أما النقطة السلبية الأخطر التي أضاء عليها Haidt ، فكانت الزواج المبكر للفتيات عبر العالم الافتراضي، وطرح مثلاً أم عمرها 17 عاماً لديها طفلة عمرها سنة، متسائلاً هنا لدينا طفلة تحتاج من يحميها تربي طفلة.. ماذا نفعل؟!.
إذن من الضرورة بمكان حماية الأطفال من العالم الافتراضي الذي كرسه انتشار الانترنت، وذلك من خلال تخصيص وقت للعائلة بعيداً عن الانترنت، وتلقينهم العادات والأعراف والتقاليد التي يجب المحافظة عليها في المجتمع الذي يعيشون فيه لصقل شخصية الأبناء، وتوجيههم بالطريقة الأمثل كي نحافظ عليهم، ونقوم بتربيتهم وفق أصول صحيحة، ولا نتركهم أسرى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تأخذهم إلى أمكنة ومطارح تدمر مستقبلهم وتشوه أفكارهم.