الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: أمريكا تواصل تدريب الإرهابيين في التنف الفرنسيون في إدلب لفبركة مسرحية كيميائية والإرهابيون يواصلون خرق اتفاق “المنزوعة السلاح”

يبدو أن الغرب يستعد لتنفيذ استفزاز كيميائي جديد بعدما كشفت مصادر محلية أمس عن وصول إرهابيين فرنسيين من الخبراء المتخصصين إلى إدلب لتعديل بعض أنواع الأسلحة عبر تذخيرها بمواد كيميائية لاستخدامها في تمثيل مسرحية كيميائية بغية اتهام الجيش العربي السوري بارتكابها، في وقت واصلت المجموعات الإرهابية خرقها اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب عبر محاولاتها التسلل والاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري المتمركزة في ريف حماة الشمالي، وعثرت الجهات المختصة على مستودع يحتوي على كميات من الأسلحة والذخيرة والأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة من مخلفات الإرهابيين في حي برزة بدمشق.
في السياسة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوجود العسكري الروسي في سورية جاء بما ينسجم مع معايير القانون الدولي، فيما أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن قلق بلادها حيال تصرفات الولايات المتحدة في سورية والاعتداءات التي تنفذها طائرات “التحالف الدولي” المزعوم ضد الإرهاب بقيادة واشنطن في ريف دير الزور، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تقوم بتدريب الإرهابيين في منطقة التنف التي تنتشر فيها قواتها، وهي تمنع تحسين الوضع الإنساني في مخيم الركبان.
وفي التفاصيل، رصدت وحدات من الجيش تحركات لإرهابيي ما يسمى “كتائب العزة” والمجموعات المرتبطة بها على محور قريتي تل الصخر والجنابرة بغية التسلل والاعتداء على النقاط العسكرية المتمركزة في محيط قرية المغير ومعسكر بريديج بريف حماة الشمالي، وتعاملت وحدات الجيش مع محاولات التسلل بالوسائط النارية المناسبة، وأجبرت الإرهابيين على الفرار بعد إيقاع إصابات مؤكدة في صفوفهم.
وعلى محور بلدة المصاصنة تصدت وحدات من الجيش لمحاولة اعتداء إرهابيين على نقاط عسكرية مستغلين الجروف والأودية الصخرية في محيط بلدة اللطامنة، وذلك بالتزامن مع إيقاع وحدة من الجيش أفراد مجموعات إرهابية قتلى أثناء قيامهم بإطلاق النار العشوائي من الأسلحة الرشاشة الثقيلة على النقاط العسكرية في محيط بلدتي لحايا ومعركبة.
كما رصدت وحدات الجيش في بلدة الجبين بريف محردة الغربي تحضيرات كبيرة لمجموعات إرهابية بين الزكاة والأربعين لشن هجوم على نقاط الجيش، حيث تم التعامل معها وتكبيدها خسائر بالأفراد والعتاد.
في الأثناء عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي ومن خلال المتابعة الأمنية على مستودع يحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والقذائف المتنوعة والأحزمة الناسفة ومواد أولية لصناعة المتفجرات من مخلفات الإرهابيين كانت مخبأة ضمن قبو ببناء سكني في حي برزة بدمشق، وشملت الأسلحة قذائف “ار بي جي” مع قواذفها وحشواتها وقذائف هاون وصاروخية وقذائف “سي فور” وقنابل يدوية بعضها محلي الصنع وأحزمة ناسفة ومواد متفجرة ومادة الـ “سي فور” شديدة الانفجار وقوالب “تي ان تي” وفتائل صاعقة وصواعق ضوئية وكهربائية وبنادق آلية وقناصة وكمية كبيرة من الطلقات الخفيفة والمتوسطة ومناظير منها للرؤية الليلية وأقنعة واقية من المواد الكيميائية التي تدل على استخدام الإرهابيين لهذه المواد.
وفي إطار الدعم التسليحي للتنظيمات التكفيرية نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر وصفتها بأنها مقربة من التنظيمات الإرهابية أن خبراء فرنسيين وصلوا مؤخراً إلى إدلب لإجراء تعديلات على صواريخ مجهولة الطراز دخلت حديثاً عبر الحدود مع قواعد إطلاقها بهدف تزويد رؤوسها بالمواد الكيميائية السامة.
وتحدثت تنسيقيات الإرهابيين قبل عدة أيام عن تحرك مجموعات إرهابية من مدينة إدلب وبلدة خان شيخون وبحوزتها دبابات ومدافع ثقيلة ومدافع رشاشة وعربات متنوعة وصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف من طراز ستنغر أمريكية الصنع، ولفتت المصادر إلى أن إرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء” قاموا أول أمس بتسليم الإرهابيين الفرنسيين 5 عبوات من المواد الكيميائية السامة نقلوها من أحد مستودعات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في بلدة كفر نبل غرب مدينة معرة النعمان إلى مستودع داخل مدينة إدلب، تم إنشاؤه حديثاً تحت الأرض قرب سجن إدلب المركزي بواسطة حفارات خاصة بحفر الأنفاق، وأشارت إلى أنه تم تسليم العبوات الخمس المذكورة في المقر تحت الأرض.
وتؤكد مئات الوقائع والتقارير الميدانية امتلاك مجموعات إرهابية تابعة للغرب وفي مقدمتها ما يسمى “الخوذ البيضاء” أسلحة كيميائية ومواد سامة داخل أوكارها ومقراتها في إدلب وريف حماة الشمالي حصلت عليها عبر المعابر غير الشرعية مع الأراضي التركية بدعم وتسهيل من الدول الغربية ونظام أردوغان.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وكالة (أد جي) الإيطالية: إن الوجود العسكري الروسي في سورية جاء وفقاً لمعايير القانون الدولي وبدعوة من السلطة الشرعية للبلاد.
وبدأت القوات الجوية الفضائية الروسية في الثلاثين من أيلول عام 2015 عملية عسكرية بناء على طلب من الحكومة السورية دعماً لجهود الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب.
من جهتها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس أن طيران “التحالف الدولي” يواصل شن ضربات مكثفة على مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن سقوط كثير من الضحايا المدنيين، لافتة إلى أنه رغم التأكيدات على استخدام التحالف للفوسفور الأبيض أكثر من مرة خلال قصف هجين، لكن واشنطن مصرة على إنكار هذه الحقائق.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تقوم بتدريب الإرهابيين في منطقة التنف التي تنتشر فيها قواتها، وهي تمنع تحسين الوضع الإنساني في مخيم الركبان الذي يعاني فيه عشرات آلاف المهجرين ظروفاً معيشية في غاية السوء، وبيّنت أن ممثلي الهلال الأحمر العربي السوري منعوا من دخول مخيم الركبان الذي يشهد انتشار مظاهر العنف، وهناك قيود كبيرة على دخول المخيم والخروج منه، داعية وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية إلى تسليط الضوء على ما يحدث في الركبان بشكل نزيه وصريح.
وبشأن اتفاق سوتشي حول إدلب قالت زاخاروفا: لا يزال الوضع في إدلب مثيراً للقلق، فبالرغم من الجهود المبذولة من أجل تنفيذ الاتفاق ما زالت هناك صعوبات تواجه مهمة إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وفي سياق آخر أصدرت محكمة في موسكو حكماً غيابياً على تسعة إرهابيين لقتلهم الطيار الروسي أوليغ بيشكوف الذي أسقطت طائرة تابعة للنظام التركي طائرته أثناء قيامها بمهمة لمكافحة الإرهاب فوق الأراضي السورية في تشرين الثاني عام 2015.
وأوضحت يونونا تساريوفا، أمين سر المحكمة، في حديث للصحفيين أنه بناء على طلب المحقق اختارت المحكمة إجراء وقائياً بشكل احتجاز غيابي للإرهابيين التسعة، حيث تم تنفيذ الإجراء الوقائي والذي اتخذ لمدة شهرين من لحظة تسليمهم أو من لحظة اعتقالهم على الأراضي الروسية، لافتة إلى أن مكتب التحقيق أعلم الشرطة الجنائية الدولية عن هؤلاء الإرهابيين.
وكان مصدر روسي مطلع أعلن في أيار عام 2016 تحريك دعوى قضائية حول عملية اغتيال بيشكوف، فيما أعلنت عائلته في تموز اللاحق أنها لن تقبل أي تعويض من تركيا.
وقطعت روسيا علاقاتها مع تركيا مباشرة بعد الحادث، وطلبت اعتذاراً رسمياً وتعويضاً قانونياً، واضطر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للرضوخ للمطالب الروسية المحقة، ووجه اعتذاراً لموسكو في حزيران من العام 2016، وأعرب عن الاستعداد لدفع تعويضات مقابل إعادة العلاقات.
كما اعتقلت أجهزة الأمن الأذربيجانية ثلاثة أشخاص متورطين بتقديم الدعم والأموال للتنظيمات الإرهابية في سورية، وجاء في بيان لمكتب الخدمة الصحفية في جهاز أمن الدولة في العاصمة باكو: إن جهاز الأمن الأذربيجاني وفي إطار عمليات ملاحقة والكشف عن الأشخاص المتورطين في نزاعات مسلحة خارج اذربيجان تمكن من اعتقال ثلاثة أذربيجانيين قدموا الدعم والتمويل لمنظمات متطرفة، صنفتها الأمم المتحدة على أنها إرهابية، مشيراً إلى أن المعتقلين الثلاثة ضمنوا تسليم أكثر من 500 ألف دولار بطرق مختلفة لأعضاء التنظيمات الإرهابية في سورية ومبيناً أنه تم تحريك دعوى جنائية ضدهم بموجب المواد في القانون الجنائي الأذربيجاني الخاصة بتمويل الإرهاب والمشاركة في أنشطة منظمة إجرامية والمشاركة في النزاعات المسلحة خارج البلاد.
وفي بيروت أكد رئيس الجبهة العربية التقدمية نجاح واكيم أن سورية انتصرت في معركتها ضد الإرهاب، وأفشلت المخطط الأمريكي الصهيوني الذي استهدفها والمنطقة، وقال واكيم خلال مهرجان خطابي أقامته حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” أمس دعماً للمقاومة الفلسطينية: إن المشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة سقط أولاً في سورية، وبدأنا نشهد بداية النهاية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن انتصار سورية كان الداعم الأكبر لمحور المقاومة، وأضاف واكيم: إن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة حاول استخدام كيان العدو الإسرائيلي لشل حركات التحرر في المنطقة في الوقت الذي نرى فيه بعض الأنظمة العربية تجاهر بعلاقتها مع هذا الكيان.