تتويج منتخب الناشئين ودروس الماضي والمستقبل
المحرر الرياضي
رغم كون بطولة غرب آسيا مجرد حدث وديّ واستحقاق تحضيري، إلا أن تتويج منتخبنا الوطني للناشئين بكرة القدم بلقبها الأسبوع الماضي أعطى دليلاً إضافياً على أن كرتنا مليئة بالمواهب الواعدة والقادرة على التفوق على خصوم يتفوقون بالإمكانيات المادية واللوجستية، فالفوز في النهائي على السعودية وفي نصف النهائي على الأردن مستضيفة البطولة أمر لا يمكن الاستهانة به في ظل اختلاف ظروف التحضير.
وحسناً فعل الاتحاد الرياضي حين قرّر تكريم المنتخب بعد التتويج، حيث كان الأثر المعنوي كبيراً عند الكادر الفني واللاعبين، لكن المشكلة التي قد تواجه المنتخب هي التصفيات المؤهلة لكأس آسيا التي ستقام في الأردن الشهر المقبل، حيث تبدو المجموعة التي سيلعب ضمنها منتخبنا صعبة للغاية في ظلّ تواجد منتخبات إيران والأردن وكوريا الديمقراطية، وعليه فإن الوقت المتبقي للتحضير يبدو قصيراً وغير كافٍ بالمطلق.
طبعاً التخوف ألا يحالف منتخبنا الحظ في بلوغ النهائيات الآسيوية، رغم أنه أظهر مؤشرات على إمكانية هزيمة أي منتخب، وعندها سنخسر جيلاً واعداً من اللاعبين، لذلك اتحاد الكرة مطالب في هذا التوقيت بأمور كثيرة، أهمها توفير معسكرات خارجية للمنتخب حتى موعد التصفيات، على أن يتخللها مباريات ودية قوية، مع الحفاظ على المنتخب وكادره مهما كانت النتائج في التصفيات الآسيوية، والأهم من ذلك الاستمرار بفكرة إقامة دوري الناشئين وإجبار الأندية على المشاركة فيه لما له من أهمية قصوى.
المعضلة الأكبر التي عاشتها كرتنا على مدى سنوات هي غياب الاستمرارية والتخطيط المستقبلي، فكم من مرة استطاعت منتخبات الفئات العمرية تحقيق إنجازات قارية وبلغت المونديال إلا أنها لم تصل لتؤسّس لمنتخب الرجال وتحقق المنتظر.