“إسرائيل” منبوذة دولياً
سمر سامي السمارة
أكد خبراء أمميون أن “إسرائيل” ستصبح “منبوذة” دولياً على خلفية عدوانها المستمر على غزة وما ترتكبه من إبادة جماعية، مندّدين بانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وتجاهلها الصارخ للقانون الدولي، والأحكام المتعدّدة من محكمة العدل الدولية.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في جينيف، شدّد الخبير المستقل المعنيّ بتعزيز نظام دولي ديمقراطي وعادل، جورج كاتروغالوس، على وجوب أن تعامَل “إسرائيل” وفق المعايير نفسها المعتمدة مع كلّ البلدان، وندّد بهجماتها المتكرّرة على مسؤولين أمميين أو وكالات أممية، مؤكداً أن “الالتزام الأول للعلاقات المتناغمة بين الأمم يتمثل في احترام الجميع لقواعد الأمم المتحدة، لكن هذا لا يحدث في حالة إسرائيل”.
في السياق، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين “الأونروا” أن نحو 200 من موظفيها لقوا حتفهم في أكثر من 450 “هجوماً إسرائيلياً” على منشآت الوكالة منذ تشرين الأول، كما استشهد أكثر من 500 فلسطيني أثناء بحثهم عن مأوى تحت علم الأمم المتحدة.
في المحصلة، استُشهد أو أُصيب أكثر من 146 ألف فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية منذ تشرين الأول، كما تمّ تهجير قرابة الـ 2.3 مليون غزاوي بشكل قسري، وتسبّب الحصار الكامل الذي تفرضه “إسرائيل” في انتشار المجاعة والمرض في جميع أنحاء القطاع.
بدورها، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي: أعتقد أنه لا مفرّ من أن تصبح “إسرائيل” منبوذة على خلفية عدوانها المستمر والمتواصل والمشين على الأمم المتحدة، فضلاً عن ملايين الفلسطينيين، وأشارت إلى الهاوية التي وصلت إليها الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت ألبانزي أنه “من المذهل أن معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ظلت غير نشطة في أفضل الأحوال، أو أنها تساعد بنشاط وتدعم السلوك الإجرامي “لإسرائيل” وتدعمه”، مكررةً اتهام “إسرائيل” بارتكاب جريمة “الإبادة الجماعية” في إطار الحرب على غزة.
كما حذّر المقرّر الخاص المعنيّ بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، بيدرو أروخو- أغودو، من أن تجاهل “إسرائيل” وحلفائها الصارخ، لما خلصت إليه محاكم دولية ومجلس الأمن وغيرهما من الهيئات الأممية في ما يتصل بالنزاع، يقوّض المنظمة ككل، مضيفاً أن “إسرائيل”، كما فعلت في قضية المجاعة، تستخدم الحرمان من المياه “كسلاح”، فسكان غزة يحصلون حالياً في المتوسط على 4,7 ليترات فقط من المياه للشخص الواحد يومياً، مقارنة بأكثر من 100 ليتر تعتبر عادة كافية لتلبية الاحتياجات اليومية.
جدير بالذكر أن تصريحات المقررين الخاصين التي كانت من بين عشرات التصريحات للخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان ممن كلفتهم الأمم المتحدة بإعداد التقارير وتقديم المشورة بشأن موضوعات وأزمات محددة، جميعها ندّدت بالتصعيد الإسرائيلي للعنف وانتهاكها للحقوق في غزة والضفة الغربية المحتلة، وتجاهلها لقرارات محاكم دولية وتهجّمها على الأمم المتحدة، حيث جاءت جميع تلك التصريحات في الوقت الذي اجتمع فيه ممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية لهذا العام، حيث من المقرّر عقد جلسات المناقشة العامة الأسبوع المقبل.