غسان دلول: أكتب المحكي والزجلي لكنني أميل إلى الفصيح الأقرب إلى الجمهور
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
يعدّ الشاعر غسان دلول واحد من الشعراء الذين لم تسلط الأضواء على تجربتهم الشعرية، ربما لأنه بدأ متأخراً في كتابة الشعر فهو يقول إن انشغالاته بلقمة العيش هي السبب في ذلك مع أن بداياته الحقيقة كانت في العشرين من عمره، يقول: “لم أتأخر، فقد كتبت الشعر وأنا في عشرينيات العمر تقريباً، ونشرت قصائد عدة في جريدتي حمص والعروبة، لكنني انقطعت بسبب انشغالي بالسعي وراء متطلبات الحياة والاهتمام بالأسرة إلى أن عدت إلى الكتابة منذ خمس سنوات تقريباً”.
واليوم، في رصيد دلول حتى الآن أربع مجموعات شعرية هي “الورد والحب والجمال” و”وضوح الشمس” و”نسيمات من الجنة”، والمجموعة الأخيرة شعر عمودي، والرابعة شعر محكي بعنوان “أنغام وهديل يمام”.
في لقائنا معه تطرقنا لبعض القضايا الثقافية وقال في البداية: “تلمست طريقي إلى الشعر من خلال شغفي بقراءة دواوين الكثير من الشعراء كالمتنبي والأخطلين وعنترة وغيرهم، وبدأت كتابة الشعر في وقت متأخر بسبب انشغالي بأمور الحياة من تأمين لقمة العيش وتربية الأولاد وتعليمهم, وكنت مدرساً لمادة الاجتماعيات وحين تقاعدت وجدت الكثير من وقت الفراغ فاتجهت إلى كتابة الشعر, وأنا من طبعي أميل نحوه ولي اهتمام كبير به سواء في الكتابة أم في القراءة”.
وحول تأثره بالشعراء القدماء والمحدثين قال: “أقرأ الشعر العباسي والجاهلي، وتأثرت بشعر نزار قباني وشعراء المهجر وهؤلاء الشعراء جميعاً كان لهم تأثير كبير في تجربتي الشعرية، وموضوعات قصائدي الشعرية تجسد المواقف الوطنية، ولدي أيضاً الكثير من القصائد الغزلية الوجدانية كـ “الموت حباً” و”تسونامي غزل”.
ويضيف: “أكتب الشعر المحكي والزجلي والفصيح، لكنني أميل إلى الفصيح فهو أصعب كتابة من المحكي والزجلي، ولا يكتبه إلا من يمتلك المقدرة اللغوية والذي لديه إلمام ببحور الشعر، وهو الأقرب إلى الجمهور عندما يكون سلساً وسهلاً وعذباً وواضحاً وبعيداً عن الغموض والكلمات والأفكار المقعرة، وقد تعددت الموضوعات بين الوطن والطبيعة والوجدان والغزل، وقلت ما أردت قوله حتى الآن، وهنالك مجموعة خامسة جاهزةً قد تصدر خلال عام”.
وحول رأيه بشعراء الأمس وشعراء اليوم قال: “الشعر الجيد يفرض نفسه في كل العصور فالشاعر المتمكن في الماضي استطاع أن يخلد شعره حتى وصل إلينا بينما الشعر الرديء اندثر في حينه، كذلك ينطبق هذا الأمر علينا، اليوم، فالشعر الجيد سيثبت قدميه وسيستمر في المستقبل، بينما الرديء سيندثر ولن تذكره الأجيال القادمة”.
وفيما إذا كان النقد واكب تجربته الشعرية قال دلول: “باستثناء دراسات نقدية للناقد الأدبي نزيه شاهين ضاحي توجد دراسات أدبية لشعراء وباحثين منهم د. نزيه بدور، والشعراء إبراهيم الهاشم وحنان رستم وهناء يزبك وميمونة العلي والأديبة نهلا كدر.
شارك الشاعر دلول في كثير من النشاطات داخل محافظة حمص وخارجها، ويبدي رأيه بهذه النشاطات، يقول: “النشاط الثقافي في حمص غني ومتنوع وأكثر غنىً من بقية المحافظات التي زرناها و كانت لي مشاركات فيها كدمشق واللاذقية وطرطوس وحماة وأريافها، لكن أقترح لتطوير لتطوير هذا النشاط أن تخضع كل أشكال الحركة الثقافية لإشراف متخصصين يوجهونها ويقوّمون أعمالها قبل عرضها على المنابر أو المسارح لكي تليق بتلك المنابر”.