صحيفة البعثمحليات

الأسمدة العضوية بديل متاح عن الأسمدة المستوردة.. وتجارب تستحق الدعم والتعميم

دمشق-البعث
يبدو أن الأزمات المتتالية لجهة النقص في الأسمدة تدفع باتجاه استخدام الأسمدة العضوية التي يمكن توفيرها محلياً بطرق مختلفة، وفق ما أكده مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور جلال غزالة الذي أشار إلى حرص الوزارة على مواكبة التطورات الحاصلة في الأسواق العالمية والمحلية في مجال الأسمدة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير كافة الإمكانيات المتاحة وتذليل الصعوبات لخدمة المزارعين والمربين للحصول على أعلى إنتاجية بأقل التكاليف، وذلك من خلال استخدام الأسمدة العضوية والحيوية المنتجة محلياً، بالتوازي مع استخدام الأسمدة المعدنية التقليدية، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على الأسمدة المعدنية المستوردة، لافتاً إلى مناقشة آلية ترخيص منشآت الهاضم الحيوي ووضع مواصفات للمنتج الذي سيتمّ اعتماده كسماد، وبالتعاون مع الجهات الفنية ذات العلاقة ضمن الوزارة والجهات الأخرى.
وأشار  غزالة إلى تجربة الهاضم الحيوي والسماد الناتج عن عملية الهضم (التخمر) اللاهوائي في الهاضم الحيوي، حيث ينتج عن عملية التخمر (السائل المصفى- السائل غير المصفى- السماد العضوي الصلب)، ويستخدم السائل المصفى لتسميد المحاصيل من خلال شبكات الري الحديث أو يضاف للتربة بشكل تقليدي، ويستخدم السماد العضوي الجاف بعد عملية التصفية كمحسّن للتربة، وتمّ تحديد المواصفات الفنية للأسمدة الناتجة عن الهواضم الحيوية.
وبالنسبة لسماد الفيرمي كومبوست، بيّن غزالة أنه السماد الناتج عن معالجة المخلفات العضوية باستخدام نوع معيّن من ديدان الأرض، ويتميّز هذا السماد بسهولة إنتاجه وكونه ذا خصائص عضوية وحيوية جيدة وقيمة سمادية عالية، وحدّدت الوزارة المواصفات الفنية والشروط اللازمة لترخيص منشأة تصنيع سماد الفيرمي كومبوست كنشاط زراعي أو صناعي.
ولا شكّ أن هناك الكثير من المخلفات الزراعية، وتلك الناتجة عن تربية الثروة الحيوانية، التي يمكن أن تستثمر في إنتاج الأسمدة العضوية وسدّ النقص الحاصل في مصادر الطاقة، فمثلاً كمية الغاز الحيوي الناتج من روث بقرة واحدة يومياً يُقدّر بنحو 1200 لتر ويستخدم الغاز الحيوي الناتج من روث الحيوانات لإنتاج الطاقة، وفي البيوت لأغراض الطبخ وتسخين الماء والإنارة، ويمتاز بأنه متجدّد (لا ينضب) على عكس النفط مثلاً، ومتوفر ورخيص ويمكن تفككه بيولوجياً.
وهنا نشير إلى أن وزارة الزراعة تملك العديد من المباقر والمداجن التي يمكن من خلالها تعميم تجربة الهواضم الحيوية لتكون دافعاً للمزارعين، إضافة لاستخدام السماد العضوي الناتج عنها في زراعة المحاصيل العلفية واستخدام الغاز ضمن المنشأة.