إيران: المقاومة اللبنانية ستشرق كالشمس أكثر من أي وقت مضى
طهران-نيويورك-سانا
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن المجزرة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الأعزل في لبنان كشفت مرة أخرى عن الطبيعة الوحشية لهذا الكيان لمسعور أمام الجميع، كما أثبتت قصر النظر والسياسة الحمقاء لقادته، وقال: “إن عصابة الإرهاب الحاكمة في الكيان الصهيوني لم تتعلم من حربها الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم تدرك أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البنية القوية للمقاومة أو يطيح بها، والآن يختبرون نفس السياسة الحمقاء في لبنان”، مضيفاً: يجب أن يعلم المجرمون الصهاينة أنهم أصغر بكثير من أن يلحقوا أذىً مهماً بالبنية القوية لحزب الله، كما أن جميع قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب المقاومة اللبنانية وتدعمها، ومشدداً على أن مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة.
وأوضح الخامنئي أن “شعب لبنان لم ينسَ أن حزب الله هو الذي هزم الكيان الصهيوني وجعل لبنان عزيزاً وشامخاً”، مبيناً أن “لبنان سيجعل العدو المعتدي والشرير والجبان اليوم نادماً، ومن الواجب على جميع المسلمين أن يقفوا بإمكانياتهم إلى جانب شعب لبنان وحزب الله المنتصر ويساعدوه في مواجهة هذا الكيان الغاصب والظالم والشرير”.
كما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن حزب الله اللبناني سيشرق كالشمس أكثر من أي وقت مضى، ولا شك أن راية محاربة الظلم لن تسقط، لافتاً إلى أن استشهاد رموز المقاومة وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله يجعل شجرة عائلة المقاومة أقوى من أي وقت مضى، ومشدداً على أن الأمين العام لحزب الله اللبناني هو رمز للمقاومة، وأن الكلمات لا تكفي لوصف شجاعة وبسالة وجهود هذا القائد.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن المجتمع الدولي لن ينسى أن الأمر بهذا الهجوم الإسرائيلي الإرهابي صدر من نيويورك، ولا يمكن للأميركيين أن يعفوا أنفسهم من التواطؤ مع الصهاينة، مضيفاً: حزب الله اللبناني سيشرق كالشمس أكثر من أي وقت مضى، ولا شك أن راية محاربة الظالم لن تسقط.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن اعتداءات الكيان الصهيوني على منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، وتبين أن هذا الكيان هو أكبر تهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، مبيناً أن “طبيعة الكيان الصهيوني غير الشرعي والمزيف بنيت على اغتيال وقتل الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال.. كما أن استشهاد أكثر من 43 ألف شخص وإصابة أكثر من 93 ألف شخص وتهجير أكثر من مليوني إنسان وتدمير مئات الآلاف من المرافق السكنية والبنية التحتية والطبية والتعليمية في قطاع غزة في أقل من عام ما هو إلا جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب ترتكب في صمت وتقاعس من المجتمع الدولي والدول المتشدقة بحقوق الإنسان”.
واعتبر عراقجي أن عجز أو عدم رغبة المجتمع الدولي وداعمي الكيان الصهيوني في وقف جرائم هذا الكيان في قطاع غزة دفعه إلى استهداف الشعب اللبناني البريء بشكل أكثر وقاحة من ذي قبل، عبر تحويل تقنيات الاتصالات إلى أسلحة ومن خلال الغارات الجوية التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، مطالباً مجلس الأمن الدولي بوضع حد لعدم مبالاته وعدم تحركه من خلال اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف آلة القتل التابعة للكيان الصهيوني، كما طلب من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع طارئ لقادة المنظمة في أقرب وقت ممكن لمعالجة هذا الوضع، كما أكد عراقجي وقوف الحكومة الإيرانية إلى جانب الشعب اللبناني ومحور المقاومة، معبراً عن تعاطفه مع لبنان حكومة وشعباً، وتقدم بالتعازي لأسر شهداء هذه الجريمة البشعة.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني أن المسار الذي سلكه السيد حسن نصر الله سيستمر وسيتحقق هدفه، معزياً باستشهاده، حيث كتب على حسابه في منصة إكس: “إن المسار المجيد لقائد المقاومة السيد حسن نصرالله سيستمر وسيتحقق هدفه المقدس في تحرير القدس”.
وفي شأنٍ متصل، عقدت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني اجتماعاً استثنائياً لبحث تطورات الأحداث الأخيرة في لبنان، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في بيروت، وقال المتحدث باسم اللجنة إبراهيم رضائي، إن أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أدانوا بشدة الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الصهاينة في لبنان، وأعربوا عن تعازيهم لأسر الشهداء الأبرياء وأسفهم لصمت المنظمات الدولية والدول المتشدقة بحقوق الإنسان، وطالبوا برد حاسم وعملي على الكيان الصهيوني.