الذكاء الاصطناعي يقتحم طب الأسنان!
علي عبود
لفتنا في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني والعشرين لنقابة أطباء الأسنان، الذي انعقد في قصر المؤتمرات بدمشق، يوم 25/ 9/ 2024، مناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في طب الأسنان، ما دفعنا للتساؤل: هل أطباء الأسنان في سورية، وخاصة الشباب منهم، سيعتمدون مثل نظرائهم في العالم على تقنية الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحالات المرضية السنّية بصورة مبكرة ومعالجتها بدقة عالية جداً؟
نعم، لقد اقتحم الذكاء الاصطناعي طب الأسنان مثل المجالات الأخرى، ويبدو أن الوقت قد حان للاستفادة من دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب العناية بالأسنان في سورية، فهو يقدّم إمكانات تشخيصية غير مسبوقة في علاج ورعاية المرضى.
لقد بات مألوفاً اليوم استخدام الذكاء الاصطناعي في تقويم الأسنان لتخطيط وتصميم علاجات التقويم الشفاف (مثل إنفيزلاين) بدقة وكفاءة أكبر، وتتيح هذه التقنية لاختصاصيي طب الأسنان إنشاء أنموذج افتراضي ثلاثي الأبعاد لفم المريض، ومحاكاة حركة الأسنان أثناء العلاج، وتخصيص أدوات التقويم لتحقيق الملاءمة والراحة الأمثل.
ويتمتّع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع رعاية الأسنان، ما يجعلها أكثر كفاءة ودقة وتخصيصاً من أي وقت مضى، وتساهم تقنيات الذكاء في علاج جذور الأسنان وتجميلها، ومحاكاة الطريقة التقليدية للعلاج لكن بشكل أسرع وأكثر دقة.
صحيح أن دمج الذكاء الاصطناعي في طب الأسنان الرقمي لا يزال في مراحله الأولى، ولكن إمكانات النمو والابتكار هائلة، وقد استفاد طب الأسنان من ثورة الذكاء الإصطناعي في جانبين مهميّن: الأول التشخيص الذي أصبح أكثر دقة وتحديداً في تقدير التسوس أو تراجع اللثة، والثاني التعويض أي عند تصميم الأسنان من أجل الحصول على ابتسامة أفضل.
كما تمّ تطبيق الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تشخيص وتوقع وتحسين فعالية الأجهزة الطبية القابلة لزرع الأسنان، كتطوير خوارزمية بواسطة باحثين في كلية لندن الجامعية لمساعدة أطباء الأسنان على تجديد المرضى الذين من المرجّح أن يستفيدوا من الغرسات السنية.
الخلاصة.. لقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال طب الأسنان من خلال استخدام تقنيات رائدة من شأنها إحداث ثورة في قطاع صحة الفم، من أبرزها عملية دمج الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهي تقنية تعيد تعريف عمليات ترميم الأسنان، وتخلق تيجاناً وجسوراً وأطقم أسنان مخصّصة وعالية الدقة بسرعة فائقة مقارنة بالوقت الذي كانت تستغرقه سابقاً، وبالتالي سيحظى المرضى بعمليات ترميم مناسبة ومثالية ما يعزّز جمالية الأسنان ووظائفها على حدّ سواء.