“كما يليق بك” يفوز بجائزة “التحكيم الخاصة” في مهرجان ليبيا السينمائي
أمينة عباس
حاز فيلم “كما يليق بك” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما تأليف رولاف الأيوبي وإخراج كوثر معراوي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان ليبيا السينمائي في دورته الأولى التي أقيمت، مؤخراً، وتنافس فيها مع 32 فيلماً عربياً وعالمياً، وتناول الفيلم المعاناة التي يوجدها رحيل الأب في الأسرة.
تحدثنا المخرجة كوثر معراوي قائلة: “المشاركة بالمهرجانات فرصة لتبادل الأفكار المجتمعية والثقافية والإنسانية المختلفة بين بلد وبلد من خلال السينما والتعرّف على المشكلات التي تتقاطع أحياناً وتكون همّاً مشتركاً بين بلدين أو أكثر، كذلك نتعرف على طرق معالجة جديدة وأحياناً غريبة تقدمها الأفلام المشاركة، بالإضافة إلى أن المهرجانات تفتح للمشاركين أبواب الانتشار وتكوين صداقات يجمعها عشق السينما”.
لكن ما أهمية الحصول على جائزة في هكذا مهرجان؟ تجيب معراوي: “الحصول على جائزة مؤشر على أن الفيلم ذو مستوى لا بأس به أو جيد، علماً أنني عند التحضير لفيلم من الأفلام لا أفكر بالجائزة أبداً، ويكون هدفي الأساس محاولة تقديم عمل بشكل جيد ووضع خطط بديلة في حال لم تساعدني ظروف عديدة على تنفيذ ما أريده وغالباً ما يكون قبولي الداخلي لما تمّ إنجازه يقارب الخمسين بالمائة، وأحياناً أقل أو أكثر في حين أترك الخمسين بالمائة الثانية للجمهور”.
ويتحدث فيلم “كما يليق بك” عن فقد الأحبة، وهو ما شجع معراوي على إخراجه، خاصة وأنها عانته من قبل سنوات، تقول: “طلب مني تنفيذه وأنا وافقت، وقد فوجئت بأن السيناريو كان مربكاً بالنسبة إلي وللممثلين لأن الشخصية الوحيدة الواضحة نوعاً ما هي شخصية الأب، لذلك قدمت معالجة درامية له من خلال الإضافة أو الاختصار وتقديم مشاهد خارج المكان “البيت”، فأخرجت العائلة خارج البيت ليتماهوا مع الطبيعة التي كانت جزءاً من حياتهم، والتي تعبّر عن الطيبة وحبهم للجمال والبساطة قبل التحول الذي أصابها بعد وفاة الأب والعمل على رسم الشخصيات ودراستها كعائلة تقليدية بسيط”.
وكمخرجة تتناول موضوع الفقد في فيلمها، ركزت المخرجة على تقديم الحالة النفسية للفتاة التي فقدت والدها: “من خلال دمج الذاكرة بالواقع، لأن ذلك يمنحني مساحة للتنقل بسهولة بين المشاهد وتحويل الحدث الذي ينتهي بخبر موت الأب لصورة سينمائية واقعية وخيالية بوقت واحد للتأكيد بنهاية الفيلم أن من رحلوا جسداً عن الحياة استوطنوا ذاكرة محبيهم وأقربائهم بابتسامة ترتسم، علماً أن الفرق بين النص الأساس، وما أُنجز كبير، لكنه غير محسوس، حيث حاولت من خلال المعالجة الدرامية سدّ ثغرات كثيرة، ومع هذا كان الطموح كبيراً، وما نفذ لا يرقى إلى هذا الطموح”.
وعبّر الممثل عباس الحاوي الذي كان محور الفيلم من خلال تجسيده لدور الأب عن سعادته بحصول الفيلم على الجائزة قائلاً: “كان من المؤكد بالنسبة إلي أن الفيلم لن يمرّ في المهرجان مرور الكرام، وسيلفت الانتباه لموضوعه العاطفي وأسلوبه الحداثي الذي قدّمته المخرجة، لذلك نجح على الرغم من المنافسة الكبيرة التي ضمت مجموعة من المحترفين من خلال الاجتهادات الذكية والمشاهد المعبّرة واللقطات العفوية التي قدمتها المخرجة وكانت وليدة اللحظة، والتي لم أستوعبها أثناء العمل، لكنني أدركت أهميتها حينما تابعت ما أنجزته بذكاء كبير على المونتير والذي يدلّ على التطور الكبير الذي يتعلق بعملها كمخرجة ورؤيتها للفكرة السينمائية”.
وعن شخصيته في الفيلم يقول الحاوي: “جسّدت دور الأب الذي كان بالنسبة إلى ابنته كل شيء بلطفه ومحبته وشفافيته والذي عوضها عن فقدان أمها بحنيته الكبيرة، فكان الأب والأم، واعترف بأنني لم أجد صعوبة في تجسيد هذه الشخصية لأنني تعاملت معها بصدق وعفوية وكأب يكاد يشبهني في تعاملي مع أولادي، وقد ساعدتني معرفتي وصداقتي الطويلة بالمخرجة كثيراً على فهم ما تريده بسرعة”.
يُذكر أن الفيلم من بطولة عباس الحاوي، وراما زين العابدين، وعلاء زهر الدين، ولينا صالح، وصخر قاسم، وحمدي حجيرة، والطفل عمر طرخون، وأن مدير التصوير عمار خضور، ومدير الإنتاج خالد الأحمد، ومدير الإضاءة جمال مطر، ومخرج منفذ سمير علي، وستيدي كام أسامة أميرة، ودرون حسن يونس، وملابس آية سليمان، وديكور رامي أيوبي، ومهندس الصوت محمد المصري، ومكياج مازن صبورة، وفوتوغراف كرم علي، وسكريبت- مساعد مخرج ملك زهر الدين.